عنوان الكتاب: فضائل سورة الفاتحة وأسرارها

والشين تدلّ على الشقاوة، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ[هود: ١٠٦].

وأسقط الظاء لقوله تعالى: ﴿ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ ٣٠ لَّا ظَلِيلٖ وَلَا يُغۡنِي مِنَ ٱللَّهَبِ ٣١[المرسلات: ٣٠-٣١].

وأسقط الفاء؛ لأنّه يدلّ على الفراق، قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ ﰍ[الروم: ١٤][1].

وأضاف الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله قائلًا: الفائدة فيه أنّ الله سبحانه وتعالى قال في صفة جهنّم: ﴿لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ ﰫ[الحجر: ٤٤].

والله تعالى أسقط سبعةً مِن الحروف مِن هذه السورة، وهي أوائل ألفاظٍ دالّةٍ على العذاب، تنبيهًا على أنّ مَن قرأ هذه السورة وآمن بها وعرف حقائقها صار آمنًا مِن الدركات السبع في جهنّم، والله أعلم[2].

سورة الفاتحة شفاء للقلوب والأبدان

أيها الأحبّة الأكارم! ومِن ميزات وفضائل سورة الفاتحة: أنّها شفاءٌ مِنْ كلّ داءٍ، ولا شكّ أنّ القرآن الكريم هو الشفاء التامّ مِن كافّة الأمراض القلبيّة والبدنيّة، حيث قال الله تعالى في كتابه المجيد: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ


 

 



[1] "التفسير الكبير"، الباب الثاني في فضائل هذه السورة...إلخ، ١/١٦٠، بتصرفٍ.

[2] "التفسير الكبير"، الباب الثاني في فضائل هذه السورة...إلخ، ١/١٦١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35