عنوان الكتاب: فضائل سورة الفاتحة وأسرارها

تعالى ربّ العالمين عندئذٍ يسجد لِلّه تعالى ويَخضعُ له ويقول بكلِّ تواضعٍ وانكسارٍ: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٤﴾ [الفاتحة: ٤].

أيّها الإخوة الكرام! لاحظوا عندما يقول العبد في حضرة الله تعالى: إنّني أستعينُ بك يا ربّ! في جميع الأمور، فعندما أجوع أحتاج إلى الطعام وكذا إلى اليد والفم والأسنان، فمَن الذي يعطينا هذه النِعم!؟ هو الله تعالى، ومَن الذي يُعطينا العين والأذن واللسان والفم واليد والرِّجل والبدن والنَّفَس والحياة؟ وإنَّ الله تعالى وحده الذي يُعطينا النعم، وما الذي يحصل إذا انقطعت هذه النعم عن الإنسان؟ نجد أنّ النعم تمطرُ على الإنسان في كلِّ لحظة وآن، والإنسان يحتاج إلى عون ربّه في كلّ حين، فأين يتوجّه الإنسان عندما لا يجد الطعام!؟ إلى الله سبحانه وتعالى فقط، وعندما نَمُدُّ أيدينا إلى الشيء لنمسكه إلى أين نتوجّه؟ إلى الله تعالى، وعندما نرفع رأسنا لنرى ما حولنا مِنْ أشياء الدنيا المختلفة إلى أين نتجه؟ إلى الله سبحانه وتعالى، نتّجه إليه ونحتاج لذكره في كلِّ لحظة، هذه الكيفيّة تسمّى: "المراقبة".

دعاء الثبات على الصراط المستقيم

أيّها الأحبّة الأعزّاء! إذا عرف العبدُ ربَّه فيقول في حضرته: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٥ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٦﴾ [الفاتحة: ٥-٦].


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35