عنوان الكتاب: فضائل سورة الفاتحة وأسرارها

الاستجابةُ للرسول مِن أعظم العبادات حقًّا

أيّها الأحبّة! تعلَّمنا درسًا قيِّمًا مِن الحديثين السابقين أنّ النبي ﷺ إذا دعا أحدًا وهو يُصلّي فَليَترُك صلاتَه حيث كان، وَليَحضُر عند الرسول ﷺ فورًا؛ وذلك واجبٌ عليه، إذ لا شكّ أنّ الصلاةَ أفضلُ العباداتِ ولكن الحضور عند النبي ﷺ إذا دعاه أفضل منها بكثيرٍ.

قال العلماء: مِنْ خَصَائِصِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ إِذَا دَعَا أَحَدًا فَعَلَيْهِ أَنْ يُجِيبَهُ وَلَوْ كَانَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنْ أَجَابَهُ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ لاَ تَفْسُدُ صَلاَتُهُ[1].

وإذا لم يفعل استحقَّ التوبيخ والعتاب، فإذا أجابه لِما دَعاه لا تبطل صلاته، وله أنْ يكملها بعد الاستجابة لأمر رسول الله ﷺ؛ وذلك لأنَّ الطُّرُق الموصولة إلى الله سبحانه وتعالى في تلك الساعة طريقان: أحدهما: "الصلاة"، والآخر: "سيدنا رسول الله والاستجابة له".

هذا يدلُّ على أنّ الاستجابةَ للرسول ﷺ في الصلاة ليست ككلام النّاس مع الآخرين، فلو تكلّمَ أحدٌ أثناءَ الصلاة أو سلَّم على أحدٍ فسدت صلاتُه، ولكنّنا نقرأ في صيغة التشهّد في عين الصلاة: "السّلام عليك أيّها النبي"، فلا تفسد به الصلاةُ بل تكتمل؛ لأنّ التشهّدَ في الصلاة واجبٌ عند السادة الحنفيّة[2].


 

 



[1] "الموسوعة الفقهية الكويتية"، الخصائص من الفضائل، ٢/٢٦٨.

[2] "مرآة المناجيح"، ٣/٢٢٤، تصرفًا وتعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35