عنوان الكتاب: شهادات مخيفة على العبد يوم القيامة

فيقول له الجبّار جلّ جلاله: عبدي! إنّك إذا أخفيتَ ذلك من الخلائق، لقد علمتَ أنّي كنتُ مطّلِعًا عليك؟

فيقول: بلى يا سيّدي ومولاي وعزتك وجلالك لقد علمتُ ذلك.

فيقول له جلّ جلاله: أما استحيتَ منّي! أما راقبتَني! أما علمتَ أنّ مرجعك إليّ؟

والعبد في هذا التّوبيخ قد علاه العرقُ وذاب مِنْ شدّة الغرق، فيقول: مولاي وسيّدي! لأنْ ترسل بي إلى النَّار أهون عليّ مِنْ هذا التوبيخ.

فيقول الله تبارك وتعالى: عبدي! أليس قد سترتُها عليك في الدُّنيا؟

فيقول العبد: مولاي! لقد فعلتَ ذلك بي.

فيقول جلّ جلاله: عبدي وعزّتي وجلالي ومجدي وجودي وكرمي! لقد محوتُها مِن قلوب الملائكة وقلوب الآدميين، وأبقيتُها بيني وبينك حتّى تعلم نعمتي عليك وأفضالي لديك في الدنيا والآخرة[1].

الشاهد السادس: الأعضاء

أيها الإخوة الكرام! الشاهد السادس الّذي سيشهد على أعمالنا يوم القيامة هو أعضاء أجسامنا الخاصّة، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن المجيد: ﴿يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٤[النور: ٢٤].


 

 



[1] "بستان الواعظين ورياض السامعين"، كتاب الحسنات، ص ١٥٩-١٦٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25