عنوان الكتاب: العاشق الأكبر

لقدْ اِسْتَجَابَ اللهُ عزّ وجلّ لِسَيِّدِنا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضى الله تعالى عنه وحَقَّقَ رَغَبَاتِه حَيْثُ إنّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ رضى الله تعالى عنه رَافَقَ النَّبِيَّ الْكَرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في السَّفَرِ والْحَضَرِ ومَكَثَ معَهُ في غَارِ ثَوْرٍ ونَثَرَ مَالَه كُلَّه بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ودُفِنَ جَنْبَ صَاحِبه صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم في الرَّوْضَةِ الْمُنَوَّرَةِ لِيَلْحَقَ برَفِيْقِه.

أخي الحبيب:

إنّ سِيْرَةَ سَيِّدِنا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه مَمْلُوْءَةٌ بالْحُبِّ وَالْعِشْقِ وهي مَشْعَلُ هِدَايَةٍ لَنَا والْمُحِبُّ لا يُبَالِي بنَفْسِه بل يُقَدِّمُ نَفْسَه ورُوْحَه فداءً لِمَحْبُوْبِه فعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنّا: أنْ يَسْلُكَ طَرِيْقَه، ويَبْذُلَ نَفْسَه، ومَالَه لِرَسُوْلِه الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم. وفي مُقَابِلِ هذَا نَحْنُ للأسفِ الشَّدِيْدِ نَرَى كَثِيْرًا مِن الْمُسْلِمِيْنَ يَدَّعُوْنَ حُبَّ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ولكن صِفَاتُهم وأَفْعَالُهُم لا تُصَدِّقُ أَقْوَالَهم لأنَّهُم يَسِِيْرُوْنَ في الْمَعَاصِي، وَالْمُحَرَّمَاتِ، ولا يَدعُوْنَ طَرِيْقًا لِلشَّرِّ، ولا يُبَالُوْنَ بالصَّلَوَاتِ وَالسُّنَنِ، فنَسْأَلُ اللهَ عزّ وجَلّ أَنْ يَرْزُقَنَا حُبَّه، وحُبَّ نَبِيِّه الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49