عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

أن يعلم أنّ الإيجاز، أيْ: الاختصار في الفتوى لا يستحسن إذا كان على حساب الإخلال بالبيان المطلوب والوضوح المطلوب، وعلى هذا ينبغي على المفتي أن يطيل في فتواه، إذا كان ذلك لا بدّ منه، لوضوح الفتوى، وتخليصها من الإبهام والغموض، وإذا كان في المسألة تفصيل، لا يطلق المفتي الجواب، بل يفصّله، وإذا كان السؤال يتضمن جملة مسائل، فصّلها المفتي، وذكر مع كلّ مسألة، الفتوى التي تخصّها، كما كان يفعل سيّدنا ومولانا الشيخ الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى.

[٣٤]: ويقصد بالجواب الحذر من كتمان العلم، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «من سُئل عن علمٍ عَلِمَه، ثم كتَمه، أُلْجم يوم القيامة بلجام من نار»[1]. وقال سماحة الشيخ المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: «من سئل عن الحكم الشرعي، فكتمه بدون سبب، يدخل في فمه لجام من نار، وكان المراد من العلم: المسائل الضرورية، التي يلزم تعليمها وتبليغها، كالفتوى في الحلّ والحرمة، والفرض والواجب»[2].


 



[1] أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب العلم، ٤/٢٩٥، (٢٦٥٨).

[2] ذكره المفتي أحمد يار خان النعيمي في "مرآة المناجيح"، ١/٢٠٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69