عنوان الكتاب: سمكة المدينة

أَنْ يَتْرُكَ الإنْسَانُ مَحْبُوبَاتِهِ ومَلَذَّاتِهِ ومُشْتَهَيَاتِهِ إِيْثَارًا لِصَاحِبِه على نَفْسِه وأَنْ يُقَدِّمَ أَخَاهُ على نَفْسه في الطَّعَامِ والشَّرَابِ والْجُلُوْسِ والرَّاحَة ويُفَضِّلَه على نَفْسه عَنْ طَوْعٍ ورِضًا ورَغْبَةٍ نَفْسِيَّةٍ، نَقَلَ حُجَّةُ الإسْلاَمِ أَبُو حامِدٍ اَلْغَزَالِيُّ رحمه الله تعالى: أَنَّ اللهَ تعالى أَوْحَى لِنَبِيِّهِ مُوْسَى عليه الصلاة والسلام: يا مُوْسَى لا يَأْتِيْنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ قَدْ عَمِلَ به (أي: بِالإيْثَارِ) وَقْتًا مِنْ عُمُرِهِ إلاّ اِسْتَحْيَيْتُ مِنْ مُحَاسَبَتِهِ وبَوَّأْتُهُ مِنْ جَنَّتِي حَيْثُ يَشَاءُ[1]. وقِيْلَ لِسَيِّدِنَا سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رحمه الله تعالى: مَا السَّخَاءُ؟ قالَ: اَلسَّخَاءُ: اَلْبِرُّ بِالإخْوَانِ والْجُوْدُ بِالْمَالِ، قالَ: ووَرَثَ أَبي خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فبَعَثَ بِها صُرَرًا إلى إِخْوَانِهِ وقالَ: قَدْ كُنْتُ أَسْأَلُ اللهَ تعالى لإخْوَانِي الْجَنَّةَ في صَلاَتِي، أَفَأَبْخَلُ علَيْهِمْ بِالْمَالِ؟[2].

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

أُهْدِيَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم رَأْسُ شَاةٍ، فقَالَ: إنَّ أَخِي فُلاَنًا، وعِيَالَهُ أَحْوَجُ مِنَّا


 



[1] ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب ذم البخل وذم حبّ المال، باب فضيلة السخاء، ٣/٣١٨.

[2] ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، ٣/٣٠٥.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37