عنوان الكتاب: سمكة المدينة

إلى هذا فبَعَثَ إلَيْه فلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ به وَاحِدٌ إلى آخَرَ حَتَّى تَدَاوَلَتْهُ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إلى الأَوَّلِ[1].

أخي المسلم:

هذه هي حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ مَمْلُوْءةٌ بالإيْثَارِ والكرَمِ فقدكان كُلُّ وَاحِدٍ يُقَدِّمُ حاجَةَ غَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ على حاجَتِهِ على الرَّغْمِ من اِحْتِيَاجِهِ لِمَا يَبْذُلُهُ ولكنَّ الْعَكْسَ تَمَامًا هُوَ مَا يَحصُلُ في هذا الزَّمَنِ فإنَّ البَعْضَ يَقْتُلُ أَخَاهُ لأَتْفَهِ الأَسْبَابِ.

كان الْقُطْبُ ضِيَاءُ الدِّينِ أَحْمَدُ الْمَدَنِيُّ رحمه الله تعالى قد اِخْتَارَ مَسْكَنَهُ الْمَدِيْنَةَ الْمُنَوَّرَةَ وأَقَامَ بها، حيثُ دُفِنَ بالْبَقِيْعِ بَعْدَ أن انتقل إلى رَبِّهِ الأَعْلَى في ٣ ذِي الْحِجَّةِ ١٤٠١هـ.

حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قالَ لِلشَّيْخِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ الْمَدَنِيِّ رحمه الله تعالى: عِنْدَما جِئْتَ لأَوَّلِ مَرَّةٍ إلى الْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ، ماذا كُنْتَ تَرَى فِيْمَنْ يَسْكُنُ في الْمَدِيْنَةِ؟ فقالَ: أَرَادَ رَجُلٌ غَنِيٌّ أَنْ يُوَزِّعَ الْمَلاَبِسَ على فُقَرَاءِ الْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ، فذهَبَ إلى السُّوْقِ، وقالَ لِلْبَائِعِ: هل عِنْدَكَ مَلاَبِسُ ؟ قال البائِعُ: نعَمْ، ولَكِنْ أُرِيْدُ


 



[1] ذكره الحاكم في "المستدرك"، ٣/٢٩٩، (٣٨٥٢).

 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37