عنوان الكتاب: نفحات ليلة القدر

يَقُوْلُ الشيخ الشاه عبدُ العزيز المحدِّث الدهلوي رحمه الله تعالى: إِنَّ لَيْلَةَ القَدرِ تَكُوْنُ في لَيْلَةِ السَّابِعِ والعِشْرِيْنَ من رَمَضانَ، لأَنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ تِسْعَةُ أَحْرُفٍ وهو مَذْكُوْرٌ في السُّوْرَةِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فتَكُوْنُ السَّابِعَةَ والعِشْرِيْنَ، أوْ لأَنَّ سُوْرَةَ القدرِ ثَلاثُوْنَ كَلِمَةً بِعَدَدِ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضانَ، وإِنَّ قَوْلَه تعالى: «هي» الكَلِمَةُ السَّابِعَةُ والعِشرُوْنَ، وهي إِشَارَةٌ إلى أَنَّ هذه اللَّيْلَةَ هي اللَّيْلَةُ السَّابِعَةُ والعِشْرُونَ من رَمَضانَ[1].

أخي الحبيب:

لقد كان اللهُ تعالى أَخْفَى لَيْلَةَ القَدْرِ لِيَرْغَبَ النَّاسُ في العِبَادَاتِ والطَّاعَاتِ، ومن الْحِكْمَةِ من عَدَمِ تَحْدِيْدِ لَيْلَةِ القَدْرِ بلَيْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ في رَمَضانَ: أَنْ يَجْـتَـهِدَ كُلُّ مُسْلِمٍ في إحْيَاءِ لَيَالِي العَـشْرِ الأَخِيْرِ من رَمَضانَ ولأَنَّه لَوْ تَمَّ تَحْدِيْدُها في لَيْلَةٍ واحِدَةٍ، فقـد يَتَـكَاسَلُ الناسُ في اللَّيَالِي الأُخْرَى فعلَى العبدِ العَاقِلِ: أَنْ يَتَحَرَّى لَيْلَةَ القَدْرِ في السَّنَةِ كُلِّها لَعَلَّه يُوَافِقُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ومَنْ يَجْتَهِدُ في طَلَبِها في السَّنَةِ كُلِّها مُحْتَسِباً، إِنَّ الله لا يُضِيْعُ أَجْرَه، بل ويُكْرِمُه بلَيْلَةِ القَدْرِ.

في "غرائبِ القرآن": «من قال: لا إله إلاَّ اللهُ الْحَلِيْمُ الكريمُ، سبحانَ الله، ربِّ السَّمَواتِ السَّبْعِ، وربِّ العَرْشِ العَظيم، قالَها ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، كانَ مِثْلَ مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ القَدْرِ»[2].


 



[1] "التفسير العزيزي" ٤/٤٣٧، و"التفسير الكبير"، ١١/٢٣٠. و"روح البيان"، ١٠/٤٨١.

[2] ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، ٦٥/٢٧٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30