ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (٤) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ﴾ [القدر: ٩٧/١-٥].
أخي الحبيب:
لَيْلَةُ القدرِ ليلةٌ عَظِيْمَةٌ ولَهَا مِنْ شَرَفٍ كَبِيْرٍ، حَيْثُ إنّ الله عزّ وجلّ أَنْزَلَ في فَضْلِها سُورَةً كامِلةً، قالَ الْمُفَسِّرُوْنَ رحمهم الله تعالى: إنَّ الله سبحانه وتعالى أَنْزَلَ القُرآنَ العَظِيْمَ جُمْلَةًَ واحِدَةً من اللَّوْحِ الْمَحفُوْظِ إلى السَّمَاءِ الدُّنيا ليلةَ القدرِ ثُمَّ نَزَلَ بِه جِبْرِيْلُ عليه السلام على النَّبِيِّ الكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم مُنَجَّمًا، أَىْ: مُتَفَرِّقًا في مُدَّةِ ثَلاثٍ، وعِشْرِيْنَ سَنَةً[1].
وفي التَّفْسِيْرِ: أَنَّ رَسُوْلَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم أُرِيَ أَعْمارَ النَّاسِ قَبْلَه، فَاسْتَقْصَرَ أَعْمَارَ أُمَّتِه، وخَافَ أَن لا يَبْلُغُوا من الأَعْمَالِ مِثْلَ ما بَلَغَه سَائِرُ الأُمَمِ، فأَعْطَاه اللهُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وهي خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ»[2].
يَقُوْلُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِيْنَ: إنّ رَجُلاً من بَنِيْ إِسْرائيلَ، كان اِسْمُه شَمْعُون، وهو من العُبَّادِ، وحَمَلَ السِّلاَحَ على عَاتِقِه في سبيلِ الله أَلْفَ