عنوان الكتاب: نفحات ليلة القدر

في حديثٍ آخَرَ: «إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ في تلك اللَّيْلَةِ في الأَرْضِ أَكْثَرُ من عَدَدِ الْحَصَى»[1]. ورُوِيَ عن سيدِنا عبدِ اللهِ بْنِ عبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما أَنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ الكَرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، يقُوْلُ: «إذا كانَتْ لَيْلَةُ القَدْرِ يَأْمُرُ اللهُ تعالى جِبْرِيْلَ عليه السلام فيَهْبِطُ في كَبْكَبَةٍ أيْ: جماعةٍ من الْمَلاَئِكَةِ إلى الأَرْضِ ومَعَهُمْ لِوَاءٌ أَخْضَرُ، فيَرْكُزُ اللِّوَاءَ على ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وله مِئَةُ جَنَاحٍ مِنْهَا جَنَاحَانِ لا يَنْشُرُهُمَا إلاّ في تلك اللَّيْلَةِ، فيَنْشُرُهُمَا في تلك اللَّيْلَةِ، فيُجَاوِزَانِ الْمَشْرِقَ إلى الْمَغْرِبِ، فيَبُثُّ جِبْرِيْلُ عليه السلام الْمَلاَئِكَةَ في هذه اللَّيْلَةِ، فيُسَلِّمُوْنَ على كُلِّ قَائِمٍ وقَاعِدٍ ومُصَلٍّ وذَاكِرٍ يُصَافِحُوْنَهم ويُؤَمِّنُوْنَ على دُعَائِهم حتّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فإذا طَلَعَ الْفَجْرُ يُنَادِي جِبْرِيْلُ عليه السلام: مَعَاشِرَ الْمَلاَئِكَةِ الرَّحِيْل، الرَّحِيْل. فيَقُوْلُوْنَ: يا جِبْرِيْلُ فما صَنَعَ اللهُ تعالى في حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِيْنَ من أُمَّةِ أَحْمَد صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم؟ فيَقُوْلُ جِبْرِيْلُ عليه السلام: نَظَرَ اللهُ عَزّ وجلّ إِلَيْهم في هذه اللَّيْلَةِ فعَفَا عَنْهُمْ وغَفَرَ لهم إلاّ أَرْبَعَةً»، فقُلْنَا: يا رسولَ الله، مَنْ هُم؟ قال: «رَجُلٌ مُدْمِنُ خَمْرٍ، وعَاقٌّ لِوَالِدَيْه، وقاطِعُ رَحِمٍ، ومُشَاحِنٌ»[2].


 



[1] ذكره جلال الدين السيوطي في "الدر المنثور"، الجزء الثلاثون، سورة القدر، ٨/٥٧٩.

[2] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، باب في الصيام، فصل في ليلة القدر، ٣/٣٣٥-٣٣٦، (٣٦٩٥).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30