عنوان الكتاب: شهادات مخيفة على العبد يوم القيامة

فبكي أمير المؤمنين حتّى بلّ ثيابه بدموعه، ثمّ قال: أحسنتَ والله يا منصور! ثمّ قال له: اِقرأ عليَّ شيئًا مِن كتاب الله، فهو الشفاء لِمَا في الصدور وهو الدّواء والنّور.

فقرأ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا[آل عمران: ٣٠].

فقال عبد الملك: قتلتَني يا منصور! ثمّ غشي عليه، فلمّا أفاق، قال له: يا منصور! ما معنى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُ[آل عمران: ٣٠].

قال منصور: عقوبته يا أمير المؤمنين.

فبكى عبد الملك ثمّ أفاق، فبكى مرًةً أخرى ثمّ قال: يا منصور! وما معنى ﴿وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ ٣٠﴾؟ [آل عمران: ٣٠].

قال: رحيمٌ غفَّارٌ لِمَنْ تاب وأناب.

قال: وما ومعنى ﴿ما عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا﴾؟ [آل عمران: ٣٠].

قال منصور: كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ يجدها العبدُ يومَ القيامة لم يغفر الله منها شيئًا.

فبكى عبد الملك حتّى غشي عليه.

فلمّا أفاق قال: إنّ واللهِ مَنْ فكّر في هذه الآية وعصي مولاه بعد ذلك لقد ضلّ ضلالًا بعيدًا[1].


 

 



[1] "بستان الواعظين ورياض السامعين"، حكاية عن أحد الصالحين، ص ١٣٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25