عنوان الكتاب: فضائل البسملة وفوائدها ومواضعها

ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ هرب الغَيمُ إلى المشرقِ، وسكنتِ الرّيحُ، وهاج البَحرُ، وأصغتِ البَهَائِمُ بآذانها، ورُجِمَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ السَّمَاءِ، وَحلف اللهُ بعزّته وجلاله أَنْ لَا يُسمّى على شَيْءٍ إِلَّا بَارَكَ فِيهِ[1].

البسملة عند ابتداء كلّ أمر مباح

أيها الأحبة الكرام! لقد افتتح الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم بالبسملة، وفي هذا درسٌ لنا أنْ نبدأ أعمالنا المباحة باسم الله جلّ وعلا، كما قال العلّامة أحمد الصاوي رحمه الله: ابتدأ كتابه تعالى بالبسملة، تعليمًا لعباده الاقتداء بذلك[2].

ونقل الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله في "التفسير الكبير": قيل: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِتسعة عشر حرفًا، وفيه فائدتان:

إحداهما: أنَّ الزبانية تسعة عشر، فالله تعالى يدفع بأْسهم بهذه الحروف التسعة عشر.

الثانية: خلق الله تعالى اللّيلَ والنَّهارَ أربعةَ وعشرين ساعة، ثمّ فرض خمس صلوات في خمس ساعات، فهذه الحروف التسعة عشر تقع كفّارات للذنوب التي تقع في تلك الساعات التسعة عشر [3].


 

 



[1] "تفسير الدر المنثور"، ١/٢٦.

[2] "حاشية الصاوي على الجلالين"، الجزء الأول، ص ١٥.

[3] "التفسير الكبير"، النكت المستخرجة من البسملة، الجزء الأول، ١/١٥٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

23