شعائر الله | راشد علي العطاري


نشرت: يوم الخميس،16-سبتمبر-2021

شعائر الله

كلُّ ما في الكونِ دليلٌ واضحٌ على قُدرةِ الخالقِ الحقيقي العليِّ القديرِ وشاهدٌ على وُجوده، على الرُّغم من ذلك وضعَ اللهُ تعالى بعضَ آياتِه الخاصَّة في المخلوقِ تُسمَّى بشعائر الله تعالى، وهي تُعرَفُ بشَعائرِ الإسلامِ أو بشَعائر الدينِ أيضًا

فما هي شعائر الله؟

الشعائر: جمع "شعيرةٍ"؛ وهي العلامة من الأشعار، وهو الأعلام والشعور العلم. (تفسير النعيمي، ٦/١٧٠، نقلًا عن تفسير روح البيان، ٦/٣٢)

وكلّ ذلك من معالمه وشعائره التي جعلها أماراتٍ بين الحقّ والباطل، يُعلَم بها حلالُه وحرامه، وأمره ونهيه. (تفسير الطبري، ٤/٣٩٤)

وقد عرَّفَها المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى قائلًا: كلُّ شيءٍ جعلَه اللهُ تعالى علامةً على دينِ الإسلامِ أو لقدرتِه أو لرحمتِه، وما له عَظَمةٌ دينيَّةٌ وتَعظيمُه علامةٌ على كونِ الإنسانِ مُسلِمًا فهو شعيرةٌ للإسلام.

هذه الشَّعائرُ ذريعةٌ للتقرُّبِ إلى الله تعالى ولمعرفَته، وتوقيرُها واجبٌ إيمانيٌّ على كلِّ عبدٍ مؤمنٍ، وتَقوى القلوب، وإن عدم الاهتمامِ بها سببُ الضَّياع والخُسران في الدّنيا والآخرة، والاستخفاف بها باعثٌ لسُخطِ الرَّحمن.

الآياتُ الواردةُ في شَعائر الله تعالى

إنّ الله تعالى قد أمَرَ المسلمين بمراعاة حُرمةِ شَعائره فقال:

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ. (المائدة: ٢)

وذكرت الآيات عظمة تعظيم شعائرِ الله كالآتي:

وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ. (الحج: ٣٢)

عددُ شعائر الله تعالى

هي كثيرةٌ لا يمكنُ حصرُها في عددٍ، والبعضُ منها وردَ في القرآن الكريم أيضًا كالصَّفا والمروة والهَدي، وعلى وجهِ الاختصار يمكنُ أن نجعلَها إلى أربعةِ أقسامٍ من حيث الأساس:

  1. الأشخاصُ والأشياء: كالقرآن الكريم، والأنبياء، والصحابة، والأولياء، وآثارِ الأنبياء.
  2. الأمكنة: كالكعبة المعظَّمة، وجبلِ عرفة، والمزدلفة، والجمرات الثلاث، وهي الجَمْرةُ الصُّغرى والوُسطى والكُبرى، والصّفا، والمروة، ومِنى، وسائر المساجد وضرائح الأنبياء والصحابة والأولياء.
  3. الأوقات والأزمنة: كشَهر رمضان، والأشهُر الحُرُم، وهي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، والجُمُعة، وأيّامُ التشريق، وهي ثلاثة أيام: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة
  4. الأفعالُ والعبادات: كالأذان، والإقامة، وصلاة الجماعة، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، والختان، واللحية، والأضحية.

تعظيمُ الأشياءِ المتعلِّقةِ بشعائر الله تعالى

التعظيمُ لا يقتصِرُ على شعائرِ الله تعالى وحدَها بل كلُّ ما يتعلَّقُ بها توقيرُه واجبٌ أيضًا، مثلًا الكعبةُ من شعائر الله تعالى، فتعظيمُ كِسوتها يُعتبر احترامًا لها، القرآنُ الكريم من شعائر الله تعالى فتعظيمُ غلافِه واجبٌ لانتسابه إليه، والإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى قال: إن الكعبةَ من شعائرِ الله تعالى فتعظيمُ كِسوتها تعظيمٌ لها، وتعظيمُ شعائرِ الله تعالى مطلوبٌ شرعًا.

وقال المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: ما انْتسب إلى شيءٍ له عَظَمةٌ وشرَفٌ يُصبح هو شعارًا دينيًّا أيضًا، تعظيمُه علامةُ الإيمانِ والاستخفافُ به علامةٌ على الكفر.

حكمُ شعائرِ الله تعالى

الحفاظُ على شعائرِ الله تعالى سنَّةٌ إلهيَّة تمامًا كما حفِظَ الله تعالى الصَّفا والمروة، وتعظيمُها واجبٌ شرعًا وعلامةٌ على تقوى القلوب، والاستهزاء بإحدِى شعائر الإسلام بمثابةِ الاستهزاءِ بالإسلام وإثارةُ غضب الله تعالى على العبد، ومن ألغى شيئاً من شعائرَ الدِّين أو قيَّدها فقد كرِهَ الإسلامَ والمسلمين، ومواقفَ السَّلف الصالحين ولذا:

  1. لا يُلغي شيئاً من شعائر الإسلام إلا من كان عدوًّا له.
  2. الاستهزاءُ بشعائر الإسلامِ بمثابة الاستخفاف بالإسلام وهو طريق الكفر بالله، نعوذ بالله تعالى.
  3. الحفاظُ على الشَّعائر الدينيَّة سنةٌ إلهيَّةٌ كما حفِظَ اللهُ تعالى الصَّفا والمروة وسائر الشعائر، لأنها تُذكِّرُنا بالأسلاف.

اللهُمَّ أكرِمنا بالأدب مع شعائر الله تعالى وتعظيمها وارزقنا حسن التوفيق بحق نبيك الأمين ﷺ.

ولقراءة المزيد من المدونات الجميلة اضغط على الرابط التالي.

تعليقات



رمز الحماية