من أشعار الشيخ المحبّ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى في مدح النبي (ﷺ) | أبو سفيان محمد راشد المدني


نشرت: يوم الإثنين،04-يوليو-2022

من أشعار الشيخ المحبّ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى في مدح النبي (ﷺ)

قصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي (رحمه الله) في مدح النبي (ﷺ)

نور طه المصطفى منه جميع الكائنات
وبه كان الترقي في رفيع الدرجات


كفّه غيث مغيث لقلوب المتقين
ومزيل عطش الأمة يوم الحسرات


كل روح هي من نور سناه ظهرت
كل جسم هو منه ظاهر بالحركات


وهو سرّ ليس يخلو منه شيء في الورى
لكن الستر عليه من شخوص النسمات


شاهد ذلك منا وهو مشهود لنا
يتجلّى للبرايا في جميع اللمحات


وصلاتي وسلامي للذي أنواره
أشرقت في الكون حتى زال سرّ الظلمات


وعلى آل وصحب بهما عبد الغني
بدّل الله له سوء الخطأ بالحسنات

*لمحة موجزة من سيرة الشيخ عبد الغني النابلسي قدس سره*

الرجل الأهم الذي ما استقصت فضائله وما حصرت صفاته وفواضله، وتداوله الناس عجماً وعرباً، ذو الأخلاق الحسنة والكرامات الظاهرة، واشتهر شرقاً وغرباً بالتصنيفات الكثيرة، أعني: العلامة الشيخ أستاذ الأساتذة وجهبذ الجهابذة العارف بالله العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الدمشقي النقشبندي القادري رحمه الله تعالى:

كان صوفياً، أديباً وشاعراً فصيحاً، عالماً، مفسّراً، فقيهاً متبحّرًا، غوّاصاً في المسائل، خبيراً بكيفية الاستدلال والدلائل.

كانت ولادته رحمه الله تعالى في شهر ذي الحجة بدمشق، ولذا انتخبنا قصيدته في مدح المصطفى ﷺ وتوصيفه مع نبذة يسيرة من سيرته رحمه الله تعالى بمناسبة شهر ولادته:

نسبه

هو عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل المعروف بالنابلسي الحنفي.

ولادته ونشأته

ولد رحمه الله تعالى بدمشق في 5 ذي الحجة سنة 1050 هـ، وكان والده قد سافر إلى الروم وهو حمل، فبشَّر والدته به المجذوب الصالح الشيخ محمود رحمه الله تعالى المدفون بتربة الشيخ يوسف القميني رحمه الله تعالى بسفح قاسيون وقال لها: سميه "عبد الغني" فإنه منصور، وتوفي الشيخ محمود المذكور رحمه الله تعالى قبل ولادة الشيخ النابلسي رحمه الله تعالى بأيام ثم وضعته في التاريخ المذكور، وشغّله والده بقراءة القرآن ثم بطلب العلم، وتوفي والده في سنة 1062 هـ فنشأ يتيماً موفقاً

أسفاره

كانت للشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى عدة رحلات، وقد رحل رحمه الله تعالى إلى بغداد وعاد إلى سورية، فتنقل في فلسطين ولبنان، وسافر إلى مصر والحجاز واستقرّ بدمشق حتى آخر عمره

، وكانت من أهدافه في هذه الرحلات زيارة الأولياء والصالحين ، والاجتماع بأهل الصلاح والدين، والتباحث مع علماء هذه الأمصار بأحوالهم وآثارهم، والاستمتاع بالتنزه في البساتين.

خلافته

أخذ الشيخ العارف بالله النابلسي خرقة عموم الإجازات من الشيخ محمد بن أحمد الأسطواني رحمه الله تعالى، وفي طريق القادرية أخذها عن الشيخ السيد عبد الرزاق الحموي الكيلاني رحمه الله تعالى، وفي الطريقة النقشبندية من الشيخ سعيد البلخي رحمه الله تعالى

تصنيفاته

ابتدأ الشيخ في قراءة الدروس وإلقائها والتصنيف حين بلغ 20 عاماً، وأدمن المطالعة في كتب الشيخ محي الدين ابن العربي قدس الله سره وكُتُب السادة الصوفية، وقرأ الخط الدقيق وكتب في تصانيفه كشرح البيضاوي وغيره ونظم بديعية في مدح النبي ﷺ مع أن منظوماته لا تحصى لكثرتها وله مصنفات كثيرة، وكلها حسنة متداولة مفيدة، نذكر بعضاً منها:

1- التحرير الحاوي بشرح تفسير البيضاوي

2- الحديقة النديه شرح الطريقة المحمدية للبركلي الرومي

3- ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث

4- كشف السر الغامض شرح ديوان ابن الفارض

5- إزالة الخفا عن حلية المصطفى ﷺ

6- مفتاح المعية شرح الرسالة النقشبندية

7- تحقيق الانتصار في اتفاق الأشعري والماتريدي على الاختيار

8- بذل الصلاة في بيان الصلاة على مذهب الحنفية

9- الحوض المورود في زيارة الشيخ يوسف والشيخ محمود

10- تعطير الأنام في تعبير المنام

11- ديوان الدواوين وريحان الرياحين في تجليات الحق اليقين

وغير ذلك من التصانيف والتحريرات والمنظومات

وفاته

مرض رضي الله عنه في 16 من شعبان سنة 1143 هـ، وانتقل إلى رحمة الله تعالى عصر يوم الأحد 24 من الشهر المذكور، وجهّز يوم الإثنين 25 من الشهر، وصُلّي عليه في داره، ودفن بالقبّة التي أنشأها في أواخر سنة 1126 هـ

أُغلقت البلد يوم وفاته، وانتشر الناس في جبل الصالحية لكون البيت فيه، وبنى حفيده الشيخ مصطفى النابلسي رحمه الله تعالى إلى جانب ضريحه جامعاً حسناً بخطبة، والآن يتبرّك به ويزار سيما في صبيحة يوم السبت رضي الله تعالى عنه.

قال المرادي رحمه الله تعالى في " سلك الدرر": وهو أعظم من ترجمته علماً وولاية وزهداً وشهرة ودراية

رحم الله السلف وبارك في الخلف.

قال الشاعر عن مثل هذه الشخصيات الجميلة:

هيهات لا يأتي الزمان بمثله
إن الزمان بمثله لبخيل


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية