عنوان الكتاب: سنن الدارمي المجلد الأول

فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء من أصحاب أحد ودعا لهم ثم قال أما بعد فإن الأنصار عيبتي التي آويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم إلا في حد ألا إن عبدا من عباد الله قد خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر وظن أنه يعني نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلك يا أبا بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع إلى المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم أمرا أفضل عندي يدا في الصحبة من أبي بكر

 

 [ 82 ] أخبرنا سعيد بن منصور ثنا فليح بن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة في مرضه فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ثم أغمي عليه فلما سري عنه قال هل أمرتن أبا بكر يصلي بالناس فقلت إن أبا بكر رجل رقيق فلو أمرت عمر فقال أنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر يصلي بالناس فرب قائل متمن ويأبى الله والمؤمنون

 

 [ 83 ] أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين فحبس بقية يومه وليلته والغد حتى دفن ليلة الأربعاء وقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى فقام عمر فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما يوعد ويقول فقام العباس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات وإنه لبشر وإنه يأسن كما يأسن البشر أي قوم فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على الله من ان يميته إماتتين أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين وهو أكرم على الله من ذلك أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا فأحل الحلال وحرم الحرام ونكح وطلق وحارب وسالم ما كان أرعى غنم يتبع بها صاحبها رؤوس الجبال يخبط عليها العضاة بمخبطه ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا أدأب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيكم أي قوم فادفنوا صاحبكم قال وجعلت أم أيمن تبكي فقيل لها يا أم أيمن تبكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت إني والله ما أبكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا ولكني أبكي علي خبر السماء انقطع قال حماد خنقت العبرة أيوب حين بلغ ههنا

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

307