عنوان الكتاب: فضائل الحج

فينادي ملك من جوّ السماء: سلي.

فتقول الكعبة: يا ربِّ! شفّعْنِي في جيراني الّذين دُفِنُوا حواليَّ من المؤمنين.

فتسمع النداء: قد أعطيتُك سؤالك، فيحشر موتى مكةّ بيض الوجوه كلّهم محْرِمين مجتمعين حول الكعبة يلبّون.

ثمّ تقول الملائكة: سيري يا كعبة الله!

فتقول: لستُ بسائرة حتى أُعطى سؤالي.

فينادي ملكٌ مِنْ جوِّ السماء: سلي تعطيْ.

فتقول الكعبة: يا ربِّ! عبادك المذنبون الّذين وفدوا إليَّ مِن كلِّ فجٍ عميقٍ، شعثًا غبرًا، تركوا الأهلَ والأولاد والأحبابَ، وخرجوا شوقًا إليَّ زائرين مسلمين طائعين حتى قضوا مناسكهم كما أمرتَهُم، فأسألك أنْ تشفعني فيهم وتؤمنهم من الفزع الأكبر وتجمعهم حولي.

فينادي الملك: فإنّ فيهم مَنِ ارتكب الذنوبَ بعدك، وأصرّ على الكبائر حتّى وجبتْ له النار.

فتقول: يا ربّ! أسألك الشفاعةَ في المذنبين الّذين ارتكبوا الذنوبَ العظام والأوزار حتّى وجبتْ لهم النار.

فيقول الله تعالى: قد شفعتُك فيهم وأعطيتُ سؤالك.

فينادي ملكٌ مِنْ جوِّ السّماء: ألا مَنْ زار كعبةَ الله فليعتزل عن النّاس، فيعتزلون فيجمعهم اللهُ تعالى حولَ البيت الحرامَ، بيض الوجوه آمنين من النّار، يطوفون ويلبّون.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28