عنوان الكتاب: فضائل الحج

قال: فصلّيتُ الغداةَ، ثمّ احتفرتُ ذلك الموضع، فإذا درعٌ كأنّما رفعتْ عنها الأيدي، فأخرجتُها فبعتُها بأربعمائة درهم، ثمّ أتيتُ المربد فاشتريتُ بعيرًا أو ناقةً، وتهيّأتُ بما يتهيّأ به الحاجّ ووَعَدْتُّ أصحابًا لي، فخرجتُ معهم حتّى شهدتُّ الموسم[1].

أيُّها الإخوةُ المسلمون! لاحظتُم من هذه الحكاية المذكورة أنّ رسولَ الله ساعدَ مُحِبَّه الصادقَ وقضى حاجتَه وأذِن له بالحضور على عَتبته الشريفة، وقدَّم له زادَ السفر بأسهل من الشراب، بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذه القصة تدلُّ على أنّ رسولَ الله كان يعلمُ من الغيبِ، والمقصود الغيب غير المطلق، لأنّه لم يكتفِ بإخبار مكان الدِّرع فحسب بل أخبره اسمَ مَنْ يملكه أيضًا.

فرضيّة الحجّ

أيُّها الإخوةُ الأكارم! إنّ الحجَّ ركنٌ من أركان الإسلام وأهمُّ العبادات، وقد فرضه اللهُ تعالى على مَن يستطيعُ تحمُّل نفقاته، ومن يُقصِّر في أدائه مع الاستطاعة له فهو آثم ويستحقّ النار، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٧ ]آل عمران: ۹۷[.


 

 



[1] "عيون الحكايات"، الحكاية الرابعة والسبعون بعد الثلاثمائة، حكاية رجل أعرابي أراد الحج، ص ٣٢٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28