عنوان الكتاب: تعظيم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره

ابنه وكذا إثبات أيّ صفة من أوصاف الله تعالى المختصّة به في حقّه شرك وكفر محض، وكذا السجود له على وجه التعظيم حرام.

ثم أضاف قائلًا: ذكَرَ أوّلًا في هذه الآية الإيمان بالله ورسوله ، ثُمّ الأمر بتعظيم النبيِّ وتوقيره ، ثمّ الأمر بعبادة الله، وفيه دلالة واضحة على أنّ الإيمان هو الأهمّ مِن كلّ شيء، يعني: أنّ تعظيم النبي بغير إيمان لا يقبل، كذا تبيّن أنّ بعد الإيمان تعظيم النبي أفضل من سائر العبادات، وإذا لم يكن الأمر كذلك لا تقبل سائر العبادات من الصلاة والصوم والزكاة والصدقة والأعمال الصالحة بأكملها[1].

أيها الأحبّة الأكارم! تبیّن ممّا سلف: أنّه بعد الإيمان یجب على كلّ مسلم تعظیم النبي وتوقيره، ولا تنس معنى التعظيم وهو: أنْ يعظّم الإنسان الآخرين بأقواله وأفعاله، ولذا فإنّ كلّ مَن يعتبر نفسه صغيرًا حقًّا يحاول أنْ يختار الأسلوب الأفضل مِن الكلام والعمل أمام مَن هو أكبر منه وأعلى شأنًا ممّا يدلّ على عظمته وفضله.

وعلى سبيل المثال: المريد أمام شیخه، والولد أمام والديه، والخادم أمام سیّده، والموظّف أمام مدیره، والطالب أمام معلّمه، والمقتدي أمام إمامه، حتّى الشقيق أمام أخيه الأكبر، يختار في التعامل من الأساليب التي يعرف بها تعظيم وتوقير الكبار وأدبهم واحترامهم.


 

 



[1] "تعظیم نبي"، ص ۱۷، تصرفًا وتعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27