عنوان الكتاب: فضائل الصدقات

قال الإمام الخازن رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: المَنُّ: هو أنْ يمنّ عليه بعطائه فيقول: قد أعطيتُك كذا وكذا، فيعدّد نعمه عليه فيكدرها عليه، والأذى: هو أنْ يعيّره فيقول: كم تسأل وأنت فقير أبدًا؟ وقد بليت بك؟ وأراحني الله منك وأمثال ذلك[1].

احترام المسلم

أيها الإخوة الأعزّاء! انظروا إلى مدى احترام الاسلام للمسلم، وكيف أنّ الله تعالى نصّ على حفظ حرمته حتّى لا يؤذيه أحد ولو بعد تقديم المساعدة له، سواء بالامتنان عليه أو الاستهزاء به بل على المتصدّق أنْ يحترمه؛ لأنّه لا يحقّ للمتصدّق أنْ يهين أخاه المسلم الفقير بالامتنان عليه مهما فعل، لذلك من الأفضل في مثل هذه الصدقة المترافقة مع الأذى أنْ لا يقدّمها له بل أنْ يقول له كلامًا جميلًا طيبًا، أو يعتذر إليه فيرسله إلى شخص آخر، وفي هذا دروس وعبر لأولئك الّذين يبادرون في تقديم المساعدة للمحتاجين في البداية؛ لكن فيما بعد يجرحون مشاعرهم بالامتنان عليهم، وإذا غضب منه لشيء ما، يبدأ مباشرة في سرد ​​قائمة طويلة من إحساناته إليه، وعلى سبيل المثال فيقول له مثلًا هكذا: أنت على يوم أمس كنتَ رجلًا فقيرًا، تشحذ وتأكل ممّا أعطيه لك! واليوم تتجاسر عليّ؟، وعندما كانتْ والدتك في


 

 



[1] "تفسير الخازن"، ۱/۲۰۶، [البقرة: ۲۶۲].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32