عنوان الكتاب: فضائل الصدقات

قال: أنْ تعتقني.

قال: اذهبْ فأنت حر لوجه الله تعالى، قال: وإيش الثانية؟

قال: أنْ يخلف الله تعالى عليّ دراهمي.

فقال: لك أربعة آلاف درهم من مالي، وإيش الثالثة؟

قال: أنْ يتوب الله تعالى عليك.

قال: تبتُ إلى الله عز وجل، فإيش الرابعة؟

قال: أنْ يغفر الله تعالى لي ولك وللمذكر وللقوم؟

فقال: هذه ليستْ إليّ.

فلمّا جنّ الليل رأى في المنام كأنّ قائلًا يقول له: أنت قد فعلتَ ما كان إليك، أفتراني لا أفعل ما إليّ؟ قد غفرتُ لك وللغلام ولمنصور بن عمّار وللقوم الحاضرين وأنا أرحم الراحمين[1].

أيها الأحبّة الكرام! لقد سمعتم كيف أنّ المرء ينال بركات كثيرة بإنفاقه للمال في سبيل الله جلّ وعلا، فقد تصدّق هذا الغلام بأربعة دراهم فقط، فأعطاه الله تعالى أربعة آلاف درهم مقابل أربعة دراهم عن طريق سيّده، وزال الرقّ عنه، وببركة تلك الصدقة قد عفى الله تعالى عن كثير من النّاس، منهم ذلك العبد وسيّده، وينبغي أنْ نعلم أنّ


 

 



[1] "روض الرياحين"، الحكاية السادسة بعد المئتين، ص ۱۹۹، و"إحياء علوم الدين"، كتاب الخوف والرجاء، ۴/۱۸۹.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32