عنوان الكتاب: الوصيّة بالجار وبيان حقوقه في الإسلام

الجار قبل الدار

وجاء في حديثٍ آخر: عن سيّدنا رافع بن خديج رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : «اِلْتَمِسُوا الجَارَ قَبْلَ الدَّارِ»[1].

سبحان الله! ما أجمل وأهمّ نصيحة! ونحن بشكل عام عندما نشتري المكان أو المنزل حتّى ولو قطعة أرض للسكن فإنّنا ننظر إلى الموقع الجغرافي الحالي، مثلًا: كيف هي أحوال الطرق والشوارع؟ كيف هو نظام مجاري الصرف الصحّي؟ هل الكهرباء أو الماء أو الغاز متوفّر في البيت أم لا؟ بالطبع! ينبغي علينا أنْ ننظر إلى وسائل الراحة المنزليّة ونشتري قطعة أرض أو منزلًا يناسب راحتنا، ولكن في نفس الوقت علينا أنْ ننظر إلى جيراننا هل هم من الصالحين المتّقين؟ وخاصّةً هل هم مِن المحبّين للحبيب المصطفى أو لا؟ وهل هم يوقّرون ويتأدّبون مع أهل البيت وأصحاب سيدنا رسول الله ؟ ويحبّون أولياء الله تعالى وعباده الصالحين أم لا؟

إنْ كان الأمر هكذا فلا بأس به وإنْ كانت الأزقّة والشوارع غير جيّدة، أمّا إذا كان الأمر على العكس وكان الجيران ممّن لا يحبّون رسول الله ، ولا يعزّرون أهل بيته وأصحابه ويسيئون الأدب مع أولياء الله تعالى، فلا ينبغي أنْ نشتري ذلك البيت ولو كانت الأزقّة


 

 



[1] "المعجم الكبير"، من اسمه رافع بن خديج، ٤/٢٦٩، (٤٣٧٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30