عنوان الكتاب: سيرة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه

سبب البكاء عند الموت

أيها الأحبّة الكرام! كان سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه واليًا على المَدَائِنِ، على رغم ذلك عاش حياةً بسيطة، لم يجمع شيئًا من المال في حياته، وقد رُوي أَنَّ سيدنا سعدَ بنَ أبي وقاص دَخَلَ عَلَى سيدنا سَلمَانَ الفارسي رضي الله تعالى عنهما يَعُودُهُ، فَبَكَى سَلْمَانُ الفارسي رضي الله تعالى عنه.

فقال لَهُ سَعْدٌ رضي الله تعالى عنه: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ وَتَرِدُ عَلَيْهِ الْحَوْضَ وَتَلْقَى أَصْحَابَكَ.

فقال سيدنا سلمانُ الفارسي رضي الله تعالى عنه: أَمَا إِنِّي لَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا حَيًّا وَمَيِّتًا فقال: «لِتَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ»، وَحَوْلِي هَذِهِ الْأَسَاوِدَةُ.

قال الراوي: فَإِنَّمَا حَوْلَهُ إِجَّانَةٌ وَجَفْنَةٌ وَمَطْهَرَةٌ[1].

أيها الإخوة الكرام! كان أصحابُ النبي زُهّادًا في الدنیا، وكان همهم المعاد لذا كانوا يُفكِّرون في أمر الآخرة دائمًا، ولاحظوا أنّ سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه كان يملك إجّانةً (أي: إناءٌ يغسل


 

 



[1] "المستدرك على الصحيحين"، كتاب الرقاق، باب لتكن بلغة أحدكم...إلخ، ٥/٤٥٢، (٧٩٦١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33