ردّ المحتار لابن عابدين الشامي المتوفى سنة ١٢٥٢ من الهجرة ويوضح عويصاته ويضيف إليها فوائد كثيرة منقولة عن أئمّة الفقهاء والمحدثين وزوائد جمة لم يفز بها أحد من العلماء النابهين المتبحرين.
إنّ صاحب جدّ الممتار كان صدره يزخر بالعلوم والمعارف ويتدفق كالسيل من قريحة لا تعرف الضعف والكلال وقلمه السيال يعجب الطالبين ويقنع السائلين ويفحم المعترضين وذهنه الوقاد كان يخترع الأفكار والمعاني الجديدة المبتكرة ويستقصي ثمّ يأتي بفكرة صالحة لا يدع فيها قولاً لقائل ولله درّ القائل:
| إذا قال لم يترك مقالاً لقائل | بملتقطات لا ترى بينها فصلاً |
| كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع | لذي إربة في القول جداً ولا هزلاً |
(حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه)
إنّه جند جيوش العلم والفنّ خدمة للإسلام والدِّين الحنيف كان يرحل إليه للأخذ والاقتباس منه، وقد بذل كلّ جهوده وقواه ومؤهلاته ومواهبه في سبيل الدين الذي هو أعلى وأقوم إنّه كان أسداً وثاباً على الكفرة المبتدعة الملحدين والذين كانوا يسيئون الأدب إلى جناب رسولنا الأعظم عليه أفضل الصلوات وأكرم التسليمات قد ملأ الفضاء بزئيره وهجمات أشباله المؤفقة المتوالية، إنّه كان محبّاً للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وبكلّ ما يتعلّق إليه شديد الغيرة على الإسلام والمسلمين قضى حياته كلّها عاكفاً على تصنيف الكتب وتأليفها في اللغة العربية والفارسية والأرديّة وأقرّ بنبوغه وغزارة علمه