عنوان الكتاب: نفحات ليلة القدر

سافَرْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ في سبيلِ الله مع قَافِلَةِ المدينة، لاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا وكُنْتُ مَحْزُوْنًا جِدّاً لِعَدَمِ الرَّغْبَةِ في العَمَلِ الصَّالِحِ، وذَاتَ يَوْمٍ وبَيْنَما نَحْنُ نَتَعَلَّمُ السُّنَنَ والآدابَ في صَحْنِ الْمَسْجِدِ حَسَبَ البَرْنَامَجِ وعندما مَالَتْ علينا الشَّمْسُ، وجَاءَنا حَرُّها، قامَ وَاحِدٌ منّا، وذَهَبَ إلى دَاخِلِ الْمَسجِدِ وبَعْدَها سَمِعْنَا صَوْتًا مُرْتَفِعًا مِنْ دَاخِلِ الْمَسْجِدِ ذَهَبْنَا نَسْتَطْلِعُ فوَجَدْنَا في دَاخِلِ الْمَسجِدِ ذلك الرَّجُلَ يَبْكِي ويقول: إِخْوَتِي رَأَيْتُ في اليَقَظَةِ رَجُلاً، يَلْبَسُ العِمَامَةَ الْخَضْرَاءَ، ويقولُ: «إنَّ الَّذي يَجْلِس في صَحْنِ الْمَسْجِدِ في الشَّمْسِ، ويَتَعَلَّم السُّنَنَ، فيَكْسِب أَجْراً كَثِيْراً»، ولَمَّا سَمِعَتْ الإخْوَةُ خِطَابَه ذَرَفَت دُمُوْعُهم وأَمَّا أنَا فقد تَأَثَّرْتُ كَثِيْراً، وأَصبَحَتْ دُمُوْعِي، لا تَقِفُ، فعَزَمْتُ النِّيَّةَ على عَدَمِ تَرْكِ البِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ من مركز الدعوة الإسلامية، وتَعَوَّدْتُ السَّفَرَ في سبيلِ الله مع قوافل المدينة وبعدَها سَافَرتُ مَرَّةً مع قافلة المدينة، وحَدَّثَني وَاحِدٌ من الإخوَةِ الدُّعَاةِ قال: رَأَيْتُ باللَّيْلِ أَنَّ الرَّحْمَةَ الإلَهِيَّةَ تَغْشَى أَصْحَابَ قَافِلَةِ المدينة، فزادَنِي إيمانًا، وقد تَشَرَّفْتُ في هذا الوَقتِ بأَن أَكُوْنَ مَسْؤُوْلاً عن جَوَائِزِ الْمَدينة وهي مِنْ نشاطات مركز الدعوة الإسلامية.

أخي الحبيب:

لا يَنْبَغِي للعَبْدِ أَن يَقرَأَ في حَالَةِ البَرْدِ الْمُؤْلِمِ، أو الْحَرِّ الْمُزْعِجِ، لِكَيْ لا يَكُونَ قَاصِرَ الفَهْمِ شَارِدَ الفِكْرِ عِندَ القِرَاءَةِ ولا يَقْرَأ في مَكَانٍ، يُوْجَدُ فيه ما يُعَطِّلُ الذِّهْنَ وأمَّا مَن يَجْلِسُ في الظِّلِّ ثُمَّ يَقْلِصُ عنه حَتّى


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30