عنوان الكتاب: فضائل صيام التطوع

[٣]: عن سيدنا ثَوْبَانَ رضي الله تعالى عنه عن رسولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم أنّه قال: «مَنْ صَامَ سِتَّةَ أيَّامٍ بعدَ الفِطْرِ، كانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بالْحَسَنَةِ، فلَهُ عَشْرُ أَمْثالِهَا»[1].

أخي الحبيب:

مِنْ فَضْلِ الله، وعَظِيْمِ كَرَمِه: أنَّ صَوْمَ سِتَّةِ أيَّامٍ مِنْ شوّالٍ بَعْدَ رمضانَ يُسَاوِي صِيَامَ سَنَةٍ كامِلةٍ، يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أنْ يَحْصُلَ على هذا الأَجْرِ العَظِيْمِ ولَعَلَّ الْحِكْمَةَ في ذلك أَنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَسَنَةَ بعَشْرِ أَمْثَالِها، قال سبحانه وتعالى: ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ [الأنعام: ٦/١٦٠]. فصِيَامُ شَهْرِ رمَضَانَ بعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بشَهْرَيْنِ، فذلك صِيَامُ السَّنَةِ، والحمد لله على إحسانه.

أخي الحبيب:

يقول صدرُ الشريعة محمد أمجد عليّ الأَعْظَمي رحمه الله تعالى: الأَفْضَلُ أنْ تُصَامَ هذه الأيّامُ السِّتَّةُ مُتَفَرِّقةً في شَوَّالٍ، وإنْ صامَها مُجْتَمِعَةً أي:مُتَتابِعَةً) عَقَبَ يَوْمِ العِيْدِ مُبَاشَرةً، فلا بَأْسَ[2].

يقولُ الشيخ مولانا محمد خليل خان القادري البركاتي رحمه الله تعالى: يَجُوْزُ لِمَنْ أرَادَ صِيَامَ السِّتِّ مِنْ شوَّالٍ: أنْ يَصُوْمَها مُجْتَمِعَةً مُتَتابِعةً أوْ مُتَفَرِّقةً وأمَّا مَن فَرَّقَها أوْ أخَّرَها عن أَوْائِلِ شوّالٍ إلى أَوَاخِرِه،


 



[1] أخرجه ابن ماجه في "سننه"، كتاب الصيام, ٢/٣٣٣, (١٧١٥).

[2] "الدر المختار"، كتاب الصوم، ٣/٤٨٥، و"بهار شريعة"، الجزء الخامس، ١/١٠١٠.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

62