عنوان الكتاب: فضائل صيام التطوع

وإنّ العَبْدَ العاصِي إذَا ارْتَبَطَ بالْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ تَجْعَلُهُ يَسْلُكُ طَرِيْقَ الصَّلاَحِ والإيمانِ، ويَلْتَزِمُ بالدِّيْنِ، وإلَيْكَ هذه القِصَّةَ:

يقُوْلُ أَحَدُ الإخْوَةِ: كُنْتُ ذَا خُلُقٍ فَظٍّ، قاسِيَ اللَّهْجَةِ، مُوْلَعًا بالْجَدَل، وكان هذا حالِي مع أَهْلِي حتّى وَصَلَ بهم الْمَطَافُ إلى الدَّعْوَةِ عليَّ بالْمَوْتِ. ومع مُرُوْرِ الأيَّام اِزْدَادَت الْحالةُ سُوْءًا، وذاتَ يومٍ لَقِيَني واحدٌ مِنْ أَبْناءِ مركز الدعوة الإسلامية ودَعَاني إلى الاعْتِكافِ الْجَمَاعِيِّ فأَعْجَبَني كلامُه فوافَقْتُ على الاعْتِكافِ مع أَبْنَاء مركز الدَّعْوَةِ الإسلامِيَّةِ.

وفي تِلْكَ الأيَّامِ قد تَعَلَّمْتُ مِنْهُم كَيْفِيَّةَ الوُضُوْء والاغتسال، والصَّلاةِ بالشَّكْلِ الصَّحِيْحِ وعَرَفْتُ حُقُوْقَ الله وحُقُوْقَ العِبَادِ وتَعَلَّمْتُ مَعْنَى الْمَحَبَّةِ والْمَوَدَّةِ والاحترامِ وقد أَثَّرَت الْمُحَاضَراتُ الإسلاميّةُ في نَفْسي كَثِيْرًا ومُنْذُ ذلك الحِيْنِ كانَت النَّدَامَةُ على ما ارْتَكَبْتُ مِنْ ذُنُوْبٍ تَعْتَصِرُ قَلْبي وتُبتُ إلى الله وَاسْتَقَمْتُ، وأَعْفَيْتُ لِحْيَتي، ولَبِسْتُ العِمَامَةَ الْخَضْراء، وقُمْتُ بالدَّعْوةِ إلى الله تعالى.

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد

فضائل صيام الاثنين والخميس:

[١]: عن سيدِنَا أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسُوْلَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم قالَ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ والْخَمِيْسِ، فأُحِبُّ أنْ يُعْرَضَ عَمَلِي، وأنَا صائِمٌ»[1].


 



[1] أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب الصوم، ٢/١٨٧، (٧٤٧).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

62