عنوان الكتاب: كومة الكنوز

تُرِيْدُ غيرَ سَيِّدِنا بارَكَ اللهُ فيك، قال: لا، فدَخَلَ عليه فقال له: قُمْ فأَوْصِ ما كنتَ مُوْصِيًا فإنِّي قابضٌ نَفْسَك قَبْلَ أنْ أَخْرُجَ، فصَاحَ أَهْلُه وبَكَوْا، ثُمَّ قال: افْتَحُوا الصَّنادِيْقَ والتَّوابيت وافْتَحُوْا أوْعِيَةَ الْمَالِ وافْتَحُوْا أوْعِيَةَ الذَّهَب والفِضَّةِ, ففَتَحُوْها جميعًا فأَقْبَلَ إلى الْمَالِ يَلْعَنُه ويَسُبُّه ويقولُ: لُعِنْتَ مِن مالٍ، أنْتَ الَّذِي أنْسَيْتَني ربِّي تبارك وتعالى وأغْفَلْتَني عن العَمَلِ لآخِرَتِي حتّى بَلَغَني أَجَلِي، فتَكَلَّمَ الْمَالُ فقال: لا تَسُبُّنِيْ، ألَمْ تَكُنْ وَضِيْعًا في أعْيُنِ النَّاسِ فرَفَعْتُكَ؟ ألَمْ يُرَ عليك مِن أَثَرِيْ وكنْتَ تَحْضُرُ مجالس الْمُلُوْكِ، فتَدْخُلُ ويَحْضُرُ عِبَادُ اللهِ الصَّالِحُوْن فلا يَدْخُلُوْن؟ ألَمْ تَكُنْ تَخْطُبُ بَنَاتِ الْمُلُوكِ والسَّادَةِ فتُنْكَحُ؟ ويَخْطُبُ عِبادُ الله الصّالحون فلا يُنكَحُوْن؟ ألَمْ تكن تُنْفِقُني في سبيلِ الجِبْتِ والطَّاغُوْتِ فلا أَتَعاصَى، ولو أَنْفَقْتَني في سبيلِ الله لم أتعاص عليك فأنتَ اليومَ ألْوَم مِنِّي! إنَّما خُلِقْتُ أنَا وأنْتُمْ يا بَنِي آدَمَ مِن تُرَابٍ، فمنطَلِقٌ ببِرٍّ ومنطَلِقٌ بإثْمٍ[1].

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره ابن الجوزي في "عيون الحكايات"، صـ٤٩-٥٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49