عنوان الكتاب: كومة الكنوز

صدى كومة الكنوز

إخوتي الأحباء! أرَأَيتُم كيف كان السَّلَفُ الصَّالِحُ رحمهم اللهُ تعالى يُواجِهُون الْمَشاكِلَ والْمَخَاطِرَ لِبَقَاء الإسْلامِ، وقد ظَهَرَتْ مِنْ هذه القِصَّةِ كَرَامَةٌ لِسَيّدنا سعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ رضي الله تعالى عنه، فقد أَقْحَمَ فَرَسَه نَهرَ دِجْلَةَ دُونَ مُبالاةٍ، وعَلِمْنا أيْضًا أنَّ مَجْمُوْعَةَ الكنُوْزِ تَفْنَى، ولا تَنْفَعُ، أُقَدِّمُ بين أيْدِيْكم قِصَّةً فيها عِبْرَةٌ وعِظَةٌ لو كانت قُلُوْبُكم أَحْياءً لا تُفَضِّلُوْن كُوْمَةَ الكُنُوْزِ، إليكم هذِه القِصَّةَ نَقلاً عن عُيُوْنِ الْحِكايات:

عن يزيد بن ميسرة رحمه الله تعالى قال: كان رجلٌ مِمَّنْ مَضَى جَمَعَ مالاً ووَلَدًا، فأَوْعَى، ثم أَقْبَلَ على نَفْسه وهو في أَهْلِه فقال: انْعَمِي سِنيْن، فأتَاه مَلَكُ الْمَوْتِ فقَرَعَ البابَ، فخَرَجُوْا إليه وهو مُتَمَثِّلٌ بمِسْكِيْنٍ فقال لهم: اُدْعُوْا لي صاحِبَ الدَّارِ، فقالُوْا: يَخرُجُ سَيِّدُنا إلى مِثْلِك، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيْلاً، ثُمَّ عادَ فقَرَعَ بابَ الدّارِ، وصَنَعَ مِثْلَ ذلك، وقالَ: أَخْبِرُوْه أَنِّي مَلَكُ الموتِ، فلَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهم قَعَدَ فَزِعًا وقال: لِيْنُوْا له بالْكَلاَمِ فقَالُوْا: ما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49