عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

أنّ النسبة من الأمور الاعتباريّة دون الخارجيّة للفرق الظاهر[1] بين قولنا: القيام حاصل لزيد في الخارج و حصول القيام له أمر متحقّق موجود في الخارج , فإنا لو قطعنا النظر[2] عن إدراك الذهن وحكمه فالقيام حاصل له, وهذا معنى[3] وجود النسبة الخارجيّة (وقيل) قائله النظام ومن تابعه: صدقُ الخبَر (مُطابَقته لاعتقاد المُخبِر ولو كان) ذلك الاعتقاد (خطأ) غيرَ مطابق للواقع[4] (و) كذبُ الخبَر (عدَمها) أي: عدَم مُطابَقته لاعتقاد المُخبِر ولو كان خطأ, فقول القائل: السماء تحتنا مُعتقِداً ذلك صِدقٌ, وقوله: السماء فوقنا


 



[1] قوله: [للفرق الظاهر إلخ] علّة لانتفاء القدح, وحاصل الفرق بينهما أنّ الخارج في الأوّل ظرف للحصول الرابطيّ للقيام فيراد بكونه خارجيًّا كونُه خارجاً عمّا في الذهن وواقعيًّا, ويقابل الخارجيَّ بهذا المعنى الاعتباريُّ الاختراعيّ, والخارج في المثال الثاني ظرف للحصول في نفسه للقيام فيتبادر من كونه خارجيًّا كونه موجوداً في الأعيان, ويقابل الخارجيَّ بهذا المعنى الاعتباريُّ الذهنيّ, فالأوّل صحيح والثاني فاسد.

[2] قوله: [فإنا لو قطعنا النظر إلخ] تعليل لما يستفاد من قوله للفرق الظاهر إلخ يعني أنّ الأوّل صحيح لأنّ القيام حاصل لزيد في حدّ ذاته مع قطع النظر عن إدراكنا, ولم يتعرّض لبيان فساد الثاني لظهور أنّ النسبة من الأمور الاعتباريّة أي: الذهنيّة دون الخارجيّة أي: الأعيان, ولعدم تعلّق الغرض به إذ الغرض أنّ كون النسبة في الخارج بالمعنى الذي ذكرناه لا يقدح فيه ما هو المقرَّر من أنّ النسبة من الأمور الاعتباريّة.

[3] قوله: [وهذا معنى إلخ] أي: وكونُ الخارجِ ونفسِ الأمر ظرفاً لنفس النسبة معنى النسبة الخارجيّة, وحاصله أنّ النسبة لمّا كانت عبارة عن الوقوع الواقعيّ كحصول القيام لزيد في القول الأوّل فإطلاق الخارجيّة عليها إنّما يكون بمعنى كونها واقعيّةً لا اعتباريّةً بمعنى اختراعيّةٍ ولا بمعنى ذهنيّةٍ, وإطلاق الخارجيّة بهذا المعنى على النسبة لا ينافي لما قالوا إنّ النسبة أمر اعتباريّ بمعنى ذهنيّ فافهم.

[4] قوله: [غيرَ مطابق للواقع] أي: فإن كان الاعتقاد صواباً مطابقاً للواقع فبالطريق الأولى لتحقّق المطابقتين. قوله أي: عدم مطابقته لاعتقاد المُخبِر إشارة إلى مرجع ضمير عدَمها. قوله ولو كان خطأ هذا القيد إمّا مأخوذ من قرينة ذكره في الصدق أو من إرجاع الضمير إلى المطابقة المقيّدة. قوله فقول القائل إلخ توضيح بالمثال لتفسير الصدق والكذب على مذهب النظام. قوله غيرَ مُعتقِدٍ أي: غيرَ مُعتقِدٍ لفوقيّة السماء سواء كان مُعتقِداً لتحتيّتها أو لا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400