عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

فتخرجه في صورة الخطاب لفساد المعنى, وكذا قوله: لما أريد العموم متعلّق بما دلّ عليه الكلام أي: يحمل على هذا أعني عدم إرادة مخاطب معيّن لإرادة العموم, يُشعِر[1] بذلك لفظ "المفتاح" (وبالعلَميّة) أي: تعريف المسند إليه[2] بإيراده علَماً, وهو ما وضع لشيء مع جميع مشخَّصاته, وقدّمها على بقيّة المعارف لأنها أعرف منها (لإحضاره) أي: المسند إليه (بعينه) أي: بشخصه[3] بحيث يكون مميَّزاً عن جميع ما عداه, واحترز به عن إحضاره باسم جنسه نحو: رجلٌ عالمٌ جاءني (في ذهن السامع ابتداءً) أي: أوّلَ مرّةٍ[4]


 



[1] قوله: [يُشعِر إلخ] تأييدٌ لما اختار الشارح بعبارة "المفتاح" حيث قال فيه: فلا تريد مخاطباً بعينه بل تريد إن أكرم أو أحسن إليه قصداً إلى أنّ سوء معاملته لا يختصّ واحداً دون واحدٍ فقوله قصداً إلخ بمنزلة قول المصـ ليفيد العموم وهو متعلِّق بقوله لا تريد مخاطباً بعينه كما لا يخفى.

[2] قوله: [أي: تعريف المسند إليه] إشارةٌ إلى أنّ قوله بالعلَميّة عطف على قوله بالإضمار. قوله بإيراده علَماً إشارةٌ إلى أنّ العلَميّة مصدر المتعدّي ومعناه جعله علَماً والجعل هنا بالإيراد فإنه فعل المتكلِّم لا بالوضع لأنه فعل الواضع. قوله وهو ما وضع إلخ تعريف للعلَم, والمراد بالمشخَّصات أمارات التشخّص أي: علامات يعرف بها التشخّص, والتشخّص هو الوجود على النحو الخاصّ. قوله وقدّمها على بقيّة المعارف إلخ أي: وقدّم العلَميّة على بقيّة تعاريف المعارف إلخ, جوابُ سؤالٍ مقدَّرٍ وتقريرهما ظاهر.

[3] قوله: [أي: بشخصه] إشارةٌ إلى أنّ العين هنا بمعنى الشخص أي: الماهيّة المعروضة للتعيّن الشخصيّ وهو ما يمتنع به الاشتراك بين الكثيرين, أمّا العين في تعريف المعرفة فهو بمعنى الماهيّة المعروضة للتعيّن سواء كان التعيّن جنسيًّا وهو التميّز أو شخصيًّا وهو ما يمتنع به الاشتراك. قوله بحيث يكون إلخ أي: بحيث يكون معناه مميَّزاً عن جميع ما عداه. قوله عن إحضاره باسم جنسه لأنه إحضاره بجنسه لا بعينه. قوله رجلٌ عالمٌ جاءني الشاهد في رجلٌ والإتيان بالوصف لأجل صحّة الابتداء بالنكرة.

[4] قوله: [أي: أوّلَ مرّةٍ] فيه إشعارٌ بأنّ قوله ابتداءً نصب على الظرفيّة. قوله واحترز به عن إحضاره ثانياً إلخ أي: عن إحضار المسند إليه بعينه ثانياً إلخ, وإنّما قال ثانياً لأنه لا يمكن إحضار المسند إليه بعينه أوّلاً بالضمير الغائب لأنه مشروط بتقدّم ذكر مرجعه لفظاً أو تقديراً أو حكماً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400