عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

الطِوال للمُحافَظة على التَشاكُل اللفظيّ (ولأنه) أي: المفرد الداخل عليه حرف الاستغراق (بمعنى كلّ فرد [1] لا مجموع الأفراد ولهذا امتنع وصفه بنعت الجمع) عند الجمهور وإن حكاه الأخفش في نحو الدينار الصُفر والدرهم البِيض , وأمّا قولهم [2] ثَوْبٌ أَسْمَالٌ و نُطْفةٌ أَمْشَاجٌ فلأنّ الثوب مؤلَّف من قِطَعٍ كلُّها سَمَل أي: خَلَقٌ, والنطفة مركّبة من أشياء كلٌّ منها مَشِيج أي: مُختلِط فوُصِف المؤلَّف بوصف مجموع الأجزاء لأنه هو بعينه (وبالإضافة) أي: تعريف المسند إليه بإضافته إلى شيء من المعارف (لأنها أخصر طريق) إلى إحضار المسند إليه في ذهن السامع (نحو) قول جعفرِ بن عُلْبةَ الحارِثيِّ (هَوَايَ) أي: مَهْوِيِّيْ [3] وهذا أخصر من الذي أهواه ونحوِ ذلك, والاختصار مطلوب لضيقِ المقام


 



[1] قال: [ولأنه بمعنى كلّ فرد إلخ] جواب ثانٍ عن الاعتراض المظنون, وحاصل الجواب أنا لا نُسلِّم التنافي بين وحدة المفرد واستغراقه لأنّ استغراق المفرد بمعنى الكلّ الإفراديّ أي: كلّ فرد مع قطع النظر عن أن يكون معه آخر وكلّ فرد موصوف بالوحدة بمعنى عدم اعتبار اجتماع آخَر معه وليس استغراق المفرد بمعنى الكلّ المجموعيّ أي: كلّ فرد بشرط اجتماعه مع آخر فيكون منافياً للوحدة لاعتبار أمر آخر مثله معه, وهذا الجواب مبنيّ على أنّ مدلول المفرد الوحدة بمعنى عدم اعتبار أمر آخر مثله معه.

[2] قوله: [وأمّا قولهم إلخ] دفعٌ لما يرد من أنّ وصف المفرد بنعت الجمع واقع في قول العرب: ½ثَوْبٌ أَسْمَالٌ¼ فكيف يُحكَم بامتناعه عند الجمهور, وحاصل الدفع أنّ الأسمال والأمشاج وصفان لمجموع أجزاء الثوب والنطفة فتوصيفهما بهما من قبيل توصيف المؤلَّف بوصف مجموع أجزائه, ولا يجري هذا في ½الدينار الصُفْر¼ و½الدرهم البِيْض¼ لأنه ليس المقصود وصف الدينار أو الدرهم الواحد بل المتعدِّد.

[3] قوله: [أي: مَهْوِيِّيْ] إشارة إلى أنّ الهوى مصدر بمعنى اسم المفعول فيصحّ حمل قوله ½مُصْعِدٌ¼ عليه. قوله ½وهذا أخصر¼ أي: وقوله ½هَوَايَ¼ أخصر طريق إلى إحضار المسند إليه في ذهن السامع باعتبار المفهوم الذي قصد المتكلِّم إحضارَه به وهو إحضاره باعتبار كونه مَهويًّا له ليُفيد زيادة التحسّر. قوله ½ونحوِ ذلك¼ كـ½مَن أهواه¼ و½مَن يميل إليه قلبي¼. قوله ½والاختصار مطلوب إلخ¼ إشارة إلى أنّ إحضارَه بأخصر طريق يقتضيه المقامُ. قوله ½لكونه في السجن إلخ¼ تعليل لفرطِ السآمة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400