عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

(۴) تعوّدوا على عدم الإكثار من الأكل

مِنَ المفيد أيضًا أنْ تعتادوا على التقليل مِنَ الأكل حتّى تتحلّوا بالرفق والعطف، بينما الإكثار في تناول الطعام يسبّب التقصير في العبادة والتكاسل عنها ويلحق الضرر بالصحة فضلًا عن قسوة القلب، فعن سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال النبي : «مَنْ شَبِعَ وَنَامَ قَسَى قَلْبُهُ» ثُمّ قال: «لِكُلِّ شَيءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ البَدَنِ الجُوْعُ»[1].

(۵) اختيار صحبة الصالحين الأخيار

مِنْ طرق غرس الرفق في نفوسنا الابتعادُ عن رفقة ومصاحبةُ الأشرار، واختيارُ صحبة الصالحين الأتقياء، قال المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله: كما يلين الحديدُ فيتحول إلى السلاح، ويلين الذهبُ فيتحول إلى الحليّ، ويلين الترابُ فيتحول إلى الحقول أو البساتين، ويلين العجين فيتحول إلى الخبز وهلمّ جرًّا... فكذلك عندما يرقّ قلبُ الإنسان يصبح وليًّا صوفيًّا (زاهدًا) عارفًا، فإنّ رقّة القلب هي نعمةُ الله العظيمة، وتحصل بصحبة الصالحين الأخيار وكلماتهم الطيّبة[2].


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، ۳/۱۰۵، وأخرجه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: «لِكلّ شيءٍ زكاة وزكاة الجسد الصوم»، [كتاب الصوم، باب في الصوم زكاة الجسد، ۲/۳۴۷، (۱۷۴۵)].

[2] "مرآة المناجيح"، ۷/۲، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25