عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

(۳) اعتادوا على التسامح والصفح

ومِنْ أجْل غرس الرفقِ في أنفسكم تعوّدوا على أنّه عندما يؤذيكم أحدٌ ولو عن قصد، فبدلًا مِن الإفراط والمبالغة في ردّات الفعل سامحوه مع إبقاء غضبكم تحت السيطرة، وتذكّروا هذا المبدأ وهو أنّه إذا تلوّث شيء فيتمّ تطهيرُه بالماء لا بالأوساخ، وإذا حاولنا تنظيفَ هذه الأوساخِ بالأوساخ، فإنّه ستصبح نجاسته أكثر بدلًا مِنْ أنْ يكون نظيفًا، وكذلك إذا أساء أحدٌ إلينا بغير علمٍ، فاتّخذنا نفس الموقف تجاهه ردًّا عليه أو عاملناه أسوأ مِن ذلك، فبدلًا مِن حلّ المشكلة تزداد وتؤدّي إلى العداء والقتال، نعم! إذا عاملناه بلطفٍ وحُبٍّ وتجاهلنا خطأه، فإنْ شاء الله برؤية نتيجته الإيجابيّة سيبرد غضبكم وتقرّ عينكم ويفرح قلبكم، وقد أمرنا الله عزّ وجلّ بالرفق في كلامه المجيد، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱِدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ٣٤] حم السجدة: ۳۴[.

وجاء في "تفسير الجلالين": ﴿ٱِدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ أي: تدفع الغضب بالصبر والجهل بالحلم والإساءة بالعفو، ﴿فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ٣٤ أي: فيصير عدوّك كالصديق القريب في محبّته إذا فعلتَ ذلك[1].


 

 



[1] "تفسير الجلالين"، ص ۳۹۹،] فصلت: ۳۴[، مختصرًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25