عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

قال الإمام الخازن رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: إنّما أمرهما باللَّطافة لِمَا له مِنْ حقّ تربية سيدنا موسى عليه السلام، وقيل: عداه على قبول الإيمان شبابًا لا يهرم وملكًا لا ينزع منه إلّا بالموت، وتبقى عليه لذّة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته، وإذا مات دخل الجنّة فلمّا أتاه سيدنا موسى عليه السلام ووعده بذلك أعجبه، وكان لا يقطع أمرًا دون هامان وكان غائبًا، فلمّا قدم أخبره بالّذي دعاه إليه سيدنا موسى عليه السلام، وقال: أردتُّ أنْ أقبل منه.

فقال له هامان: كنتُ أرى أنّ لك عقلًا ورأيًا، أنت ربٌّ تريد أنْ تكون مربوبًا؟ وأنت تُعبَدُ تريد أنْ تَعبُدَ.

فقال فرعون: صواب ما قلتَ، فغلبه على رأيه[1].

لمحة الرحمة الإلهية

جاء في "تفسير صراط الجنان": تتجلّى في هذه الآية لمحةٌ مِنْ رحمة الله حيث أنّه جلّ وعلا شملت رحمته عبدَه العاصي، فعندما يكون رفقه بعبده العاصي هكذا فكيف يكون لطفه بعبدِه المطيع؟

وتُلِيَتْ -الآية السابقة- عند سيدنا يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى فبكى وقال: هذا رفقك بمن يقول: أنا إله، فكيف بِمَن قال أنت الإله!؟

وهذا رفقك بِمَن قال" "أنا ربّكم الأعلى".


 

 



[1] "تفسير الخازن"، ۳/۲۵۴، ] طه: ۴۴[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25