عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

اللسان الحلوّ

أيها الإخوة الكرام! إنّ سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ما كانوا يغضبون أبدًا حتّى بعد سماع الكلام الجارح القاسي، بل إنّهم يعاملون النّاسَ بحسنِ الخُلق والصّبر والتسامح، وهذا هو سببُ وصولِ كلماتِهم إلى قلبِ الشّخصِ الّذي أمامهم، تذكّروا أنّ الكلمة الحلوّة لا تكلف شيئًا، ولكنّها تفيد كثيرًا، بينما الكلام الجارح القاسي يؤدّي إلى خسارةٍ كاملةٍ وكبيرةٍ.

ومِنْ أجمل ما قيل مِن الكلام: أنّ الببغاءَ يتكلّم بكلماتٍ حلوّة حتّى بعد تناول الفلفل الحار، وينطق الإنسان بكلماتٍ مُرّة حتّى بعد تناول الطعام الحلوّ، إنّها لحقيقة عجيبة حين يغضب المرء يتكلّم بأشياء تتعارض مع مزاجه، ولكنْ في مثل هذه الحالة لا يستفيد أصلًا، فإنّ مَنْ ينفعل ويغضب بسرعةٍ لا يصبر ولا يتحمّل، فلا بدّ من التصرّف بوعي، ودعونا لنستمع إلى قصّةٍ أخرى مِنْ حياة شيخنا العارف بالله محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى ورعاه.

مِن مظاهر التحمّل والصبر

في البداية كان الاجتماع الأسبوعي لمركز الدعوة الإسلامية يعقد في مسجد: "غلزار حبيب" في مدينة كراتشي، وفي أحد المرّات عندما كان يمرّ العارف بالله الشيخ محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى بالسينما مع أحبابه الدعاة، ناداه شابٌّ بصوتٍ مرتفعٍ كان واقفًا في


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25