عنوان الكتاب: صلة الرحم

بُرهُوتٌ، وبه بئرٌ فاطلُع فيها إذا مضى ثلث اللّيل أو نصفه، فنادِ: يا فلان بن فلان! أنا صاحبُ الوديعة، ففعل ذلك فأجابهُ في أوّل صوتٍ.

فقال: ويحك! ما أنزَلَك ههُنا وقد كُنتَ صاحب خيرٍ؟!

قال: كان لي أهلُ بيتٍ بخُراسانَ فقطعتُهُم حتّى مُتُّ، فآخذني اللهُ بذلك فأنزلني هذا المنزل، فأمّا مالُك فهُو على حاله، وإنّي لم أَئتَمِنْ ولَدي على مالك، فدفَنتُهُ في بيت كذا، فقُلْ لولَدِي يُدخِلُك في داري، ثُمّ سِرْ إلى البيت فاحْفُرْ فإنّك ستجدُ مالكَ، فرَجَع فوَجَد مالَهُ على حاله[1].

أحبّتي في الله! انتبهوا واحذروا، فإنّ قطيعة الرحم عمل شنيع جدًّا، يضِيع بسببها أجر كثير من الحسنات، ويبتعد المرء في الآخرة عن رحمة الله سبحانه وتعالى، ولا ينظر الله تعالى يوم القيامة نظرة رحمة إلى قاطع الرحم، ويسلّط عليه ثعبان من النّار يطوقه، رغم قدرته على الإحسان إليهم ويعاقب في الدنيا قبل الآخرة.

صلوا على الحبيب!        صلى الله على سيدنا محمد

قسم تفقّد الإخوة والأصحاب

أيها الإخوة الكرام! إنّ النزاع سواء كان مع الأقارب أو عامّة المسلمين مدمّر لنفسيّة الشخص ولإيمانه، فالبغض والحسد هي الحالقة للدّين كما في الحديث الشريف، فهنيئًا لم كان قلبه سليمًا لأقربائه وللمسلمين،


 

 



[1] "تنبيه الغافلين"، باب صلة الرحم، ص ۷۳.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32