عنوان الكتاب: صلة الرحم

أيها الأحبّة الكرام! لقد أمرنا الله بالسلوك الحسن مع أقاربنا، وإذا أردنا أنْ نفهم ذلك فلننظر ماذا لو أنّ حكومة مّا، منعت الناس من القيام بفعل معين ورتّبت العقاب على من يخالف؟ بلا شكّ سوف يحذر كلّ عاقل من ذلك الفعل بجدية ويحاول تجنّبه والبعد عنه.

أحبّتي في الله! نحن نخاف من الحاكم والقضاء الدنيوي لذلك لا نرتكب الجريمة، ولكنّنا لا نخاف من مخالفة أمر ربّ العالمين الذي هو وحده أحكم الحاكمين، يملك النفع والضرر والموت والحياة، وليس هذا منّا إلّا غباء وحماقة، وإنّ صلة الرحم شعيرة مهمّة لدرجة أنّه إذا أَقسَم أحد أنْ يقاطع أقاربه أو يسيء معاملتهم فإنّه يؤمر بالتكفير عن يمينه والقيام بصلة الرحم.

بماذا أمر الرسول صحابيًّا حلف على قطيعة الرحم؟!

روي عن سيدنا أبي الزَّعراء، عن عمِّه أبي الأَحوَص رضي الله تعالى عنهما قال: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ ابْنَ عَمٍّ لِي أَتَيْتُهُ أَسْأَلُهُ فَلَا يُعْطِينِي وَلَا يَصِلُنِي، ثُمَّ يَحْتَاجُ إِلَيَّ فَيَأْتِينِي فَيَسْأَلُنِي، وَقَدْ حَلَفْتُ أَنْ لَا أُعْطِيَهُ وَلَا أَصِلَهُ؟

فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَأُكَفِّرَ عَن يَمِينِي[1].


 

 



[1] "سنن النسائي"، كتاب الإيمان والنذور، باب الكفارة بعد الحنث، ص ۶۱۹، (۳۷۹۳).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32