عنوان الكتاب: أهمية ذكر الله وفضائله وكيفيته

تفكّروا أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ كثرة ذكر الله جلّ وعلا وتعليق القلب بالمساجد، وعدم التسبّب في إهانة الوالدين من الصفات الطيّبة العظيمة لدرجة أنّ الله تعالى أعطى متّصفًا بها مكانة عالية؛ وهو وُجد مغيّبًا في نور عرشه، وفّقنا الله للتحلّي بهذه الصفات الحسنة الثلاث.

تغرس شجرة في الجنة بالذكر

قال سيدنا أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى: إِنّ فِي الْجَنَّة قيعانًا (أي: أمكنة مستوية من الأرض)، فَإِذَا أخذ الذاكِرُ فِي الذكر أخذتِ الملائكةُ فِي غرس الأشجار فِيهَا، فربّما يقف بَعْض الملائكة، فيقال لَهُ: لِمَ وقفت؟ فيقال: فتَر صاحبي[1].

ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى الذاكرين بأجل الذكر، فقال الله في محكم تنزيله: ﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ ١٥٢]البقرة: ١٥٢[.

قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: أيها الناس! اذكروني في الخلاء والملاء أذكُركُم في الجلاء والملأ، اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي، اذكروني بالدّعاء أذكركم بالعطاء، اذكروني بالحمد والثناء أذكركم بالجزاء، اذكروني على ظهر الأرض أَذكُركُم في بطنها، اذكروني في النعمة والرّخاء أَذكُركُم في الشدّة والبلاء،


 

 



[1] "الرسالة القشيرية"، باب الذكر، ص ٢٥٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27