عنوان الكتاب: أهمية ذكر الله وفضائله وكيفيته

آفة الغفلة

كان سيدنا إبراهيم الخوّاص رحمه الله تعالى جالسًا في مسجد الريّ، وعنده جماعة إذ سَمع مَلاهِي من الجيران، فاضطرب مِن ذلك مَن كان في المسجد وقالوا: يا أبا إسحاق! ما ترى؟

فخرج إبراهيم الخوّاص رحمه الله تعالى من المسجد نحو الدار الّتي فيها المنكر، فلمّا بلغَ طرف الزّقاق إذا كلب رابض، فلمّا قرب منه سيدنا إبراهيم رحمه الله تعالى نَبح عليه وقام في وجهه.

فرجع إبراهيم الخوّاص رحمه الله تعالى إلى المسجد وتفكّر ساعةً، ثمّ قام مبادرًا وخرجَ فمَرَّ على الكلب فَبَصبَص الكلبُ (أي: حرّك ذنبه) له، فلمّا قرب من باب الدار خرج إليه شابٌّ حسنُ الوجه وقال: أيّها الشيخ! لِمَ انزعجتَ؟ كنتَ وجّهتَ ببعض من عندك فأبلغ لك كلّ ما تريد، وعليّ عهد الله وميثاقه لا شربتُ أبدًا، وكسر الجميع ما كان عنده من الشراب وآلتِه، وصحب أهلَ الخير ولزم العبادة.

ورجع إبراهيم الخوّاص رحمه الله إلى مسجده، فلمّا جلس سئل عن خروجه في أوّل مرّة ورجوعه، ثمّ خروجه في الثانية وما كان من أمر الكلب.

فقال: نعم، إنّما نبح علَيَّ الكلبُ لفسادٍ كان قد دخل علَيَّ في عقدٍ بيني وبين الله لَمْ أنتبِهْ له في الوقت، فلمَّا رجعتُ إلى الموضع ذكرتُه فاسْتغفرتُ الله عزّ وجلّ منه، ثمّ خرجتُ الثانية فكان ما رأيتُم، وهكذا كلّ مَن خرج


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27