عنوان الكتاب: لمحة عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله

فقال له: خُذْ هذه الدراهم فغَيِّرْ بها من حالك.

فقال الرجل: إنّي موسر، وَأَنَا في نعمةٍ ولستُ أحتاج إليها.

فقال الإمام لَهُ: أمَا بلغك الحديث: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ بِأَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ»[1]؟ فينبغي لك أنْ تغيّر حالَك حَتَّى لا يغتم بك صديقُك[2].

الله يحبّ المتطهّرين

أيها الإخوة الكرام! تبيّنت من القصّة المذكورةِ ضرورة الانتباهِ إلى النظافة، بالإضافة إلى مساعدة الفقراء والمساكين وقضاء حوائجهم، الإسلامُ دينُ الطهارة والنظافة، وهو يحثُّ المسلمَ على الطهارة الظاهرية والباطنيّة كلتيهما، الطهارةُ الباطنيّة أن يُنظِّف المرءُ باطنَه مِن شوائب الشرك، والظاهريّة أن يُنظِّف جسدَه مِن الأوساخ، وإنّ الله تعالى أكرمَ المسلمَ بتطهير أنجاسه الباطنيّة باعتناق الإسلام، وكذلك رفعَ قدرَه بتطهير بدنه ولباسه ومكانه وأمتعته ومركبه، الإسلامُ يحبُّ أن يعتني المسلمُ بمظهره الخارجي، كما قال الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢[البقرة: ٢٢٢].


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب الآداب، باب ما جاء إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ٤/٣٧٤، (٢٨٢٨).

[2] "تاريخ بغداد"، النعمان بن ثابت، ما ذكر من وجوه أبي حنيفة وسماحه وحسن عهده، ١٣/٣٥٨-٣٥٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28