عنوان الكتاب: لمحة عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله

مكانة سيدنا أبي حنيفة عند رسول الله

قال سيدنا أبو الحسن علي بن عثمان الهجويري الغزنوي رحمه الله تعالى: عندنا كنتُ في الشام غلبني النعاس عند قبر سيدنا بلال بن رباح -رضي الله عنه- مؤذّن رسول الله ، ورأيتُ فيما يرى النائمُ أنَّ النبيَّ قد جاء من بني شيبة مُحتضِنًا إلى صدره رجلًا كبيرًا في حنان ظاهرٍ بنفس الصورة التي يحتضن بها الرجالُ أطفالهم، فهرعتُ إليه وقبَّلتُ قدمه الشريفة، ووقفتُ متعجّبًا! مَنْ يكون هذا الرجل الكبير؟

فأدرك رسول الله حيرتي وقال لي: هذا إمامك وإمام بلدك، ويعني: بذلك أبا حنيفة رحمه الله تعالى.

وقد جعلني هذا المنام أستبشرُ بالخير لي ولبلدي، كما أدركتُ أنّ سيدنا أبا حنيفة رحمه الله تعالى أحد الذين فنوا عن أوصاف الطبع وبقول في أحكام الشريعة، ويظهر ذلك مِن حمل رسول الله له، وإنْ كان قد ذهب فهو باقي الصفة، وباقي الصفة إمّا مخطئ أو مصيب، وما دام محمولًا من الرسول فهو فاني الصفة ببقاء صفة الرسول ، وما دام لا يجري خطأ على الرسول فلا يجري على مَن هو قائم به، وهذا رمز اللطف[1].

أيها الإخوة الأكارم! قد اتّضحَ من هذه القصّة أنّ الإمامَ أبا حنيفة رحمه الله تعالى كان صاحب فضلٍ عظيمٍ، وذا مكانة رفيعة، بالإضافة إلى


 

 



[1] "كشف المحجوب"، ص ١٢٤-١٢٥، تعريبًا من الفارسية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28