عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

عضو من أعضاءه أوجاعاً وأوصاباً شديدة ومن الآفات والدواهي الكبرى أنّ الحياة الجديدة أسّست كلّها على المادة المعدة والعصبية الجاهلية والغش والخديعة والتنظم الإداري والصناعي فقط.

      إنّ الله تبارك وتعالى قد منّ علينا في القرن الراهن أيضاً بأنّ المسلمين انتبهوا بعد نومهم العميق الطويل فطلعت على أفقهم نجوم وكواكب متلألئة وضاءة في الليالي المظلمة الحالكة وتعاقب النهار الليل فطلع الفجر الصادق وبزغت شمس الإسلام والمسلمين بضياءها الساطع اللامع وهبَّ المسلمون يمسحون أعينهم بأيديهم ودخلوا في ساحة الحرب العَوان يغزون منافسيهم وأعدائهم متسلحين بآلات جديدة وأسلحة حديثة وغسلوا العار الذي كان نمرة على جباههم إلى حدّ كبير كما كانوا من قبل ناموا فهبّوا وخاضوا في معارك الحياة فلعبوا دوراً هامّاً لم يبلغ إليه قوم من الأقوام ونجحوا وأفلحوا في خطواتهم كلّها.

إنّ الفخر بالماضي الجليل الذي طاول النجوم بعظمته وعلوّه عمل جميل ولكن أجمل منه أن يكون هذا الفخر موصولاً بالعمل الحاضر والمستقبل وإن لم يكن هكذا فسنبقى في مكاننا جامدين أو نتراجع متخاذلين مترددين ولا يمكننا أن نقوم بأعمال بارزة وآثار عظيمة في تأريخ أمّتنا.

إنّنا في حرب دامية دائمة وهي لا تتوقّف ولا تنقطع ساعة وهذا الغزو يجري في مجالات مختلفة من الدين والعلم والثقافة والحضارة والسياسة والاقتصاد والصنعة والتجارة والأدب والصحافة والوطن واللغة، وأبطال


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568