الدارهم الذي ألّفه في مكّة سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة وألف).
وقد كان الإمام الفاضل البريلوي تشرّف بزيارة الحرمين الشريفين مرّتين، مرّة أوان شبابه مع والده الجليل مولانا نقي علي رحمه الله تعالى سنة ١٢٩٥ﻫ الموافقة ١٨٧٨م، وأخرى عام ١٣٢٣ﻫ الموافق ١٩٠٥م.
وقد لقي الإمام في سفره حفاوة بالغة وترحيبات حارّة ونال تقديراً وتوقيراً من علماء الحرمين الكريمين لا يقدره أحد إلاّ من يطالع كتبه الدولة المكيّة (١٣٢٣ﻫ/ ١٩٠٦م) وغيرها من الكتب. وقد صنّف الإمام خلال إقامته بالحرمين الكريمين كتباً قيمة هامّة ثمينة مجديّة كما يحرّر[1] عبد الحيّ المذكور:
(وسافر (الإمام) أحمد رضا البريلوي (إلى الحرمين الشريفين عدة مرّات)، وذاكر علماء الحجاز في بعض المسائل الفقهيّة والكلاميّة، وألّف بعض الرسائل أثناء إقامته بالحرمين، وأجاب عن بعض المسائل التي عرضت على علماء الحرمين، وأعجبوا بغزارة علمه وسعة اطّلاعه على المتون الفقهيّة والمسائل الخلافيّة وسرعة تحريره وذكائه).
رئيس الخطباء والأئمّة والمدرّس بالمسجد الحرام:
العلامة الإمام النبيل الذكي الهمام ورأس المؤلّفين في زمانه، وإمام المصنّفين بحكم أقرانه.[2]
صورة الإكرام والتوقير الذي ناله من علماء المدينة المنوّرة:
(إنّي مقيم بـالمدينة الأمينة منذ سنين، ويأتيها من الهند ألوف من العالمين فيهم علماء وصلحاء أتقياء، رأيتهم يدورون في سكك البلد لا يلتفت إليهم من أهلها أحد، وأرى العلماء الكبار العظماء إليك مهرعين، وبالإجلال مسرعين، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)[3].
وكان أرسل بعض أوراق الفتاوى الرضوية إلى السيّد إسماعيل بن خليل محافظ كتب الحرم فحرّر انطباعاته في رسالة رقمت في ١٦ من شهر ذي الحجّة ١٣٢٥ﻫ ١٩٠٧م:
(تفضّل علينا سيّدُنا بعدة أوراق من فتاويه من أنموذجة، نرجو الله عزّ شأنه أن يسهل ويقارب لكم الأوقات لإتمامها في أقرب حين، فإنّها حريّة بأن يعتني بها جعلها الله تعالى لكم ذخراً ليوم المعاد، والله! أقول، والحقّ أقول: إنّه لو رآها أبو حنيفة النعمان لأقّرت عينه ولَجعل مؤلّفها من جملة الأصحاب)[4].
(شيخنا العلاّمة المجدّد شيخ الأساتذة على الإطلاق المولويّ الشيخ أحمد رضا... إلخ).