عنوان الكتاب: فضائل صيام التطوع

مِنْ شَعْبانَ، فيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِيْنَ، ويَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِيْنَ، ويُؤَخِّرُ أَهْلَ الحِقْدِ كَمَا هُمْ»[1].

عن سيدِنَا مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله تعالى عنه عن النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «يَطَّلِعُ اللهُ إلى خَلْقِه في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ، فيَغْفِرُ لِجَمِيْعِ خَلْقِه، إلاَّ لِمُشْرِكٍ، أوْ مُشَاحِنٍ»[2].

أخي الحبيب:

أَقُوْلُ لِكُلِّ مَنْ بَيْنَه وبَيْنَ أَخِيْه الْمُسْلِمِ شَيْء، ولِكُلِّ مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، أوْ خَاصَمَه، وعَادَاه، يَجِبُ أَنْ يَعْتَذِرَ، ويُبَادِرَ بالصُّلْحِ، قَبْلَ مَجِيْءِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ ولا يُضِيْعُ هَذَا الفَضْلَ العَظِيْمَ، وهَذِه فُرْصَةُ التَّعَرُّضِ لِمَغْفِرَةِ رَبِّ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ وبِنَاءً على هَذِهِ الأَحَادِيْثِ قَدْ حَدَّدَ الشَّيْخُ مولانا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى طَرِيْقًا، وهو:

أَنَّ الشَّيْخَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمَيْنِ، قَبْلَ مَجِيْءِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ وأمّا مَنْ لَمْ يَكُنْ على خُصُوْمَةٍ مع أَحَدٍ فهو على خَيْرٍ كَبِيْرٍ ولكِنْ لا يَفُوْتُه أَنْ يُصْلِحَ بين الْمُتَخَاصِمَيْنِ، ويَسْعَى إلى الإصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ، بكُلِّ الوَسَائِلِ والإمْكَانَاتِ.


 



[1] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، باب في الصيام، فصل ما جاء في ليلة النصف من شعبان، ٣/٣٨٢-٣٨٣، (٣٨٣٥).

[2] ذكره ابن حبان في "صحيحه"، كتاب الحظر والإباحة، ٧/٤٧٠، (٥٦٣٦).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

62