عنوان الكتاب: آداب المسجد وفضائله وأحكامه

حبّ واحترام الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تجاه المسجد

ذات سنة من السنوات دخل شهر رمضان المبارك وكانت السماء تمطر بغزارة في المدينة التاريخيّة بريلي الواقعة في الهند، وكان الجوّ شديد البرودة لدرجةٍ كان فيها النّاس ملفوفين ببطانيات من الصوف وقايةً من البرد، أمّا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى فكان معتكفًا في المسجد يغنم نفحات شهر رمضان المبارك، حيث كان حريصًا على وقته أنْ يمضيه بذكر الله تعالى والصلاةِ على حبيبه ، وبعد فراغ الناس مِن صلاة المغرب وذهابهم إلى بيوتهم كان عقرب الساعة يعلن اقتراب موعد صلاة العشاء، أراد الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى الوضوء للصلاة، كانت السماء تمطر بغزارة ولا يوجد مكانٌ خاصٌّ يحفظ المرءُ نفسَه فيه مِن مياه الأمطار الباردة خارجًا عن المسجد، وإنْ توضّأ في المسجد تلوّث بالماء المستعمل، فتفكّر بماذا يفعل كيلا يتّسخ المسجد!؟ ولكن مَن اختاره الله تعالى لدينه وهبه الفراسةَ والحكمةَ.

حيث جاء الإمام رحمه الله بحلٍّ غريبٍ لهذا الأمر أذهل كلَّ متأدّبٍ مع المسجد حين رآه، حيث طوى رحمه الله لحافه وغلّفه ثمّ جلس عليه وتوضّأ وبات ليله كلّه مستيقظًا في البرد الشديد، كيلا تسقط قطرةٌ مِن ماء الوضوء على أثاث المسجد مِن شدّة احترامه للمسجد[1].


 

 



[1] "فيضان أعلى حضرت"، ص ١٢١، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36