عنوان الكتاب: آداب المسجد وفضائله وأحكامه

أيها الأحبّة الكرام! طبعًا تقع على عاتقنا مسؤوليةُ الحفاظ على نظافة المساجد وتطهيرها مِن كلّ أنواع الأذى امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى، وممّا يدلّ على ذلك مِن الأحاديث المباركة: ما جاء عن سيّدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ هَذِهِ المَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنَ القَذَرِ وَالبَوْلِ وَالْخَلَاءِ، إِنَّمَا هِيَ لِقِرَاءَةِ القُرْآنِ وَذِكْرِ اللهِ وَالصَّلَاةِ»[1].

وفي روايةٍ أخرى: عن سيّدنا أبي قِرصافةَ رضي الله تعالى عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول: «ابْنُوا الْمَسَاجِدَ وَأَخْرِجُوا الْقُمَامَةَ مِنْهَا، فَمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».

قال رجل: يَا رَسُولَ اللهِ! وَهَذِهِ المَسَاجِدُ الَّتِي تُبْنَى فِي الطَّرِيقِ؟

قال: «نَعَمْ، وَإِخْرَاجُ القُمَامَةِ مِنْهَا مُهُورُ حُورِ العِينِ»[2].

إخوتي! هذه الأحاديث فيها دلالة واضحة على أنّ تنظيف المسجد له فضلٌ كبيرٌ وثوابٌ عظيمٌ، والحديث السابق مهمّ في هذا الصدد.

مكافأة تنظيف المسجد

قال سيّدنا عبيد الله بن مرزوق رضي الله تعالى عنه: كَانَت امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَتْ فَلَمْ يَعْلَمْ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ، فَمَرَّ عَلَى قَبْرِهَا.


 

 



[1] "مسند أحمد بن حنبل"، مسند أنس بن مالك، ٤/٣٨١، (١٢٩٨٣).

[2] "المعجم الكبير"، من اسمه أبي قرصافة الليثي، ٣/١٩، (٢٥٢١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36