عنوان الكتاب: آداب المسجد وفضائله وأحكامه

الصلاة في الثوب النفيس

وكان سيّدنا أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى قد اتَّخَذَ لباسًا لِصلاةِ اللَّيلِ، وهو قميصٌ وعمامةٌ ورداءٌ وسراويل، قِيمَةُ ذلك ألف وخمسمائة درهم، يلبسه كلَّ ليلةٍ، ويقول: التَّزيُّنُ للهِ تعالى أولى مِن التَّزيُّن للنَّاس[1].

ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كلامه المجيد أنْ نأخذ الزينةَ عند الحضور إلى بيوت الله المساجد فقال: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ]الأعراف: ٣١].

یستحبّ التطیّب للصلاة

قال السيّد محمّد نعيم الدين المراد آبادي رحمه الله تعالى في هذه الآية الكريمة: إنّ الزينةَ هنا لباسٌ، وفي قول آخر: التمشيط والتطيّب زينة أيضًا، والسنّة أنْ يحضر الإنسان للصلاة في المسجد بمظهر وهيّئة حسنة؛ لأنّ في الصلاة مناجاة الله تعالى بالدعاء والتضرّع إليه، وحينها يستحبّ التطيّب بالعطر ونحوه[2].

صلوا على الحبيب!           صلى الله على سيدنا محمد

أيها الأحبّة الكرام! قد يخطر في بال أحدنا أنّي أحضر المسجد لأداء الصلوات خمس مرّات طاهرًا ومتطيّبًا الحمد لله كلّ يوم، ولا أفسدُ على


 

 



[1] "روح البيان"، ٣/١٥٤، [الأعراف: ٣١].

[2] "خزائن العرفان"، ص ٢٩١، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36