عنوان الكتاب: آداب المسجد وفضائله وأحكامه

فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا حُسْنُ عِمَارَةِ مَسَاجِدِ اللهِ؟

قال: «لَا يُرْفَعُ فِيهَا صَوْتٌ، وَلَا يُتَكَلَّمُ فِيهَا بِالرَّفَثِ»[1].

وسلفنا الصالح كانوا في غاية الأدب مع المساجد واحترامها مع كرههم للحديث فيها عن الأمور الدنيويّة.

سوق الآخرة

كان سيّدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ينهى مَنْ لم يعرف أدبَ المساجدِ أنْ يُكثِرَ الجلوس فيها، وقد رأى سيّدنا عيسى عليه الصلاة والسلام مرّةً قومًا يلغون في المسجد فلفَّ رداءَه وضربهم به وأخرجهم منه، وقال: اتَّخذتُم بيوتَ الله أسواقًا لِلدُّنيا، وإنّما هي أسواق الآخرة [2].

ورُوي عن سيّدنا السَّائِبِ بنِ يزيد رضي الله تعالى عنه قال: كُنْتُ قَائِمًا فِي المَسجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرتُ فَإِذَا سيّدنا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه.

فقال: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ، فَجِئْتُهُ بِهِمَا.

قال: مَنْ أَنْتُمَا -أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا-؟

قالا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ.


 

 



[1] "الزهد والرقائق"، لابن المبارك، باب فضل المشي إلى الصلاة...إلخ، الجزء الثالث، ص ١٣٧، (٤٠٦).

[2] "تنبيه المغترين"، الباب الثالث في جملة أخرى من الأخلاق، ص ١٦٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36