ثمرات تلاوة القرآن الكريم | الشيخ طارق المحمد


نشرت: يوم الأَحد،01-ديسمبر-2019

ثمرات تلاوة القرآن الكريم

مما لا خلاف فيه أنّ القرآن أعظم كتاب لأنه كلام ربّ العالمين وقد أنزله على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو أكمل وأجمل وأبلغ كتاب، وفيه من العلم والحكمة والفوائد والنور ما لا يوجد في كتاب آخر بتاتا، وفي تلاوة القرآن الكريم الأجر والفائدة والثواب من الله تعالى، والقرآن الكريم دستور للبشرية وهو غذاء الروح، ونحن بأشد الحاجة إلى هذا الغذاء، كما أننا بأشد الحاجة للطعام والشراب..

في هذا المقال سنذكر:
• بعض فضائل تلاوة القرآن وقراءته
• ثمرات تلاوة القرآن الكريم وفوائدها

بعض فضائل تلاوة القرآن الكريم:

• مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن ووصفه بالأتْرجّة، وأن طعمه طيب ورائحته طيبة كما ورد في الأحاديث النبوية، فما أعظم هذا الفضل العظيم لقارئ القرآن حتى وصفه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة! بل إن المنافق الذي يقرأ القرآن أخذ نصيباً من المدح بتشبيه النبي صلى الله عليه وسلم له بالريحانة وأن ريحها طيب وطعمها مر.

• مضاعفة الحسنات عن كل حرف يقرأه القارئ المؤمن في القرآن، كما ورد في الأثر الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن لكل حرف يقرأه المؤمن حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وبيّن صلى الله عليه وسلم أنّ لفظ "الم" ليس حرفاً واحداً وإنما ثلاثة أحرف تشجيعاً على كثرة القراءة وتبييناً لِعِظَم الثواب..

• تجمّع الملائكة ونزول الرحمة والسكينة عند الاجتماع لقراءة القرآن ومدارسته كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة..

ثمرات تلاوة القرآن الكريم:

• تقوية الإيمان في القلب وزيادته، قال الله تعالى:

إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا.(الأنفال: ٢)

فقارئ القرآن المتدبر لمعانيه وإرشاداته يقْوى إيمانه وتزداد خشيته ويخشع قلبه لربه...

• قارئ القرآن غير الجافي عنه يكون من أهل الله وخاصته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ.(رواه ابن ماجه في سننه، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه)

وكفى بذلك فخراً لأهل القرآن أن يكونوا من أهل الله سبحانه وتعالى بل وخاصة أهل الله تعالى.

• يرفع قارئ القرآن في الجنة أعلى الدرجات ويرتقي أفضل المنازل والكرامات، بحيث يقال له "اقرأْ وارْتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا" وهذا النداء يدل على مدى رتبته الرفيعة ومنزلته العلية عند ربه جلَّ في عُلاه.

• يشفع القرآن لصاحبه يوم القيامة، كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، فقراءة القرآن سببٌ للشفاعة للقارئ يوم القيامة الذي يحب كل مسلم أن يكون له شفيعاً عند ربه سبحانه وتعالى، وإن من ينال شفاعة القرآن في ذلك اليوم الموعود العصيب فلا أعظم من هذا الخير الذي يرجوه كل مؤمنٍ ويتنماه...!

• يُزَاد قارئ القرآن بالنور والبركة،فإنّ القرآن نور وبركة، كيف لا وهو كلام ربّ العالمين قال تعالى:

وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٞ.(الأنعام: ٩٢)

وقال تعالى:

وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا.(النساء: ١٧٤)

• قراءة القرآن تثبّت القلوب وشفاء للصدور، قال الله تعالى:

قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ.(النحل: ١٠٢)

وقال تعالى:

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ(يونس: ٥٧)

• قارئ القرآن يذكُره الله تعالى، وذكر الله للعبد رحمة ومغفرة، وأعظم ألوان الذكر (القرآن الكريم) قال الله تعالى:

فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ.(البقرة: ١٥٢)

• قارئ القرآن يزداد علمًا وحكمة، لأنّ القرآن كتاب علم وحكمة، كما أخبر المولى جلَّ وعلا:

بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِ‍َٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّٰلِمُونَ.(العنكبوت: ٤٩)

وهو منهاج حياة للأمة وفيه من الإرشادات ما لا يوجَد في كتاب آخر وقد قيل عن القرآن الكريم في الحديث:

وَلَا يَشْبَعُ مِنهُ العلماءُ، وَلَا يَخْلَقُ على كَثرة الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجائِبُه.(رواه الترمذي في سننة: ٢٩٠٦)

هذه بعض ثمرات قراءة القرآن الكثيرة والعديدة، وإنها لا تقتصر على ما ذكرناه ولكن نكتفي بما ذكرنا وحسبنا ذلك أعظم دافعٍ لنا للالتزام بتلاوة القرآن وقطف بعض ثمراته على قدر استعدادنا وتدبُّرنا لكلام ربنا.

فينبغي على كل مسلم أن يقرأ القرآن ويتفهّمه؛ ويعمل به ويسير في توجيهاته، فهو الفلاح والنجاح والهداية، فنسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم ممّن يتلون آيات الله آناء الليل وأطراف النهار ومن الذين يؤمنون به ويتلونه حق تلاوته.. آمين.

والحمد لله رب العالمين.

تعليقات



رمز الحماية